رياضة

 نرمين حاتم:كما أن الكيان لديه أعمدة، فإن قصة “فريال أشرف” عمود أساسي في قصتي، وكان مسلسل “إلا أنا – تقلها من دهب” أحد الأسباب التي دفعتني للاستمرار.

كتب: سلمى أشرف. نادية أيمن. علياء صلاح"ماسة". مروة جمال. فاطمة أبو شمار.

بالرغم من أن الكاراتيه لم يكن جزءًا من طموحها، إلا أنها اكتشفت شيئًا جديدًا بداخلها، شغفًا متزايدًا تجاه هذه الرياضة، ووجدت فيها متنفسًا لقدراتها الجسدية والعقلية. ومن هنا بدأت المعافرة متحدية كل العقبات التي وُضعت لعرقلتها. وبالفعل، استطاعت أن تصنع اسمًا عاليًا لها في هذه الرياضة، وهذا ما سترويه لنا كابتن نرمين حاتم في حوار صحفي لجريده المساء العربي.

جاء الحوار معها على النحو التالي:

_بداية، حدثينا عن نفسك. من هي نرمين حاتم؟

نرمين حاتم، 23 سنة، من تفهنا الأشراف، التابعة لمركز ميت غمر. خريجة كلية الآداب قسم إعلام، شعبة علاقات عامة، لاعبة كاراتيه، وتعمل لدى مركز شباب ميت عمر وأكاديمية المستقبل بتفهنا الأشراف.

_ما سبب توجهك لرياضة الكاراتيه دونًا عن غيرها من الرياضات الأخرى؟

في البداية، كان الموضوع مجرد صدفة. أخي كان يمارس رياضة الكاراتيه، وأنا لم أكن أفقه عنها شيئًا. لكن الموضوع شدني، وبدأت تراودني أفكار حول لماذا لا أجرب؟ وبالفعل، تحدثت مع الكابتن واشتركت في التدريب. بعد فترة تركت التدريب، لكن لم يكن بالنسبة لي مشكلة أن أعود مرة أخرى أم لا. وفي سنة 2020، شاهدت مسلسل “إلا أنا – تقلها دهب”، الذي يروي قصة فريال أشرف وكيف واجهت صعوبات ومشاكل في التمرين وكيف وصلت لطوكيو وأخذت الميدالية الذهبية. ومن هنا، بدأت أعيد التفكير مرة أخرى وقررت أن أجرب، وربما يوفقني الله.

_هل واجهتك أي صعوبات أثناء ممارستك لرياضة الكاراتيه؟

بالطبع، كان لدي مشكلة ضيق في التنفس، وكنت أعاني منه أثناء ممارستي لتدريبات اللياقة. لكنها من ناحية أخرى تساعد على زيادة لياقتك، وهي جزء أساسي في رياضة الكاراتيه لأنها تقوي عضلات البطن، الرجلين، والأذرع. لكني ما زلت أعاني منها بسبب مشكلتي الصحية.

وذكرت أن في الكاراتيه هناك أساسيات، مثل الكاتا والكوماتيه. الكاتا تحتاج إلى نفس طويل جدًا، وقد تكون الكاتا طويلة وتستغرق وقتًا طويلًا. أما الكوماتيه، المناوشات مدتها في المنافسات لمن هم في سني تكون دقيقتين أو دقيقتين ونصف. لأن الوقوف طوال هذه المدة والتحرك يستهلك جهدًا. هذه كانت الصعوبات التي واجهتني. في النهاية، أتدرب على قدر استطاعتي، لأنني في الأساس لاعبة كاتا، والبطولة التي دخلتها كانت كاتا. لكن حاليًا، أتدرب على الكوماتيه والكاتا من أجل دورة التحكيم التي شاركت فيها.

 

_من هو الداعم الأساسي لنرمين حاتم؟ وما هو موقف أسرتك بشأن رياضة الكاراتيه؟

أولاً، بصراحة، أعضاء التدريب كانوا رائعين جدًا في التعامل معي، وكانوا دعمًا لي، حيث كانوا يرونني كشخص موثوق يعتمد عليه.

وطبعًا، الفضل الكبير يعود لوالديّ، حيث كانت لديهم ثقة كبيرة فيّ، وكانوا دائمًا يرونني شخصًا كبيرًا وموثوقًا به وأستطيع التصرف.

لكن ظهرت بعض الأقاويل حول زي التدريب (البدلة)، واحترامًا لأسرتي ولمخاوف المجتمع، لم أعد أرتدي الزي إلا في وقت التمرين. أنا في الأصل شخصية لا تشغل تفكيرها بكلام الآخرين.

مبارك لك حصولك على مرتبة الحزام الأسود من الدرجة الأولى في الاتحاد المصري للكاراتيه. هل لديك المزيد من الإنجازات الأخرى في هذا المجال؟

إن شاء الله. حاليًا، نحن في هذه الفترة تمارين مكثفة بسبب مشاركتنا في دورة التحكيم. هذه الدورة فريدة من نوعها، أُعدت لمحافظة الدقهلية لأصحاب التأهيل العالي الملتحقين بالجامعات والذين يواصلون دراستهم داخل الجامعات والخريجين. متاح لديهم أخذ دورة تدريب، ومدربين دور حكام. في الأساس، حكام ودورة لجنة المسابقات هي التي تحدد البطولات والمسابقات الخاصة باللاعبين. نحن حاليًا في أول خطوة، ونسأل الله التوفيق.

 _هل هناك فرق بين الفتاة والشاب في ممارسة الكاراتيه؟

بصراحة، لا يوجد أي فرق بينهم، لأن الفتاة تستطيع أن تعمل كل شيء. حتى لو كانت قوة الولد أكثر من البنت، استكملت حديثها بأن البنت تمتلك قوة قد تكون أعلى منهم، وهذا عادي، فلا مشكلة، لأن البنت تستطيع تحمل الوجع أكثر من الولد عشرات المرات.

_بما تنصحين اللاعبات المبتدئات؟

أود أن أنصحهم بأن يكملوا، لأن في البداية التمرين سيكون فيه إرهاق جسدي مما يضطر البعض إلى الاستسلام وقرار مغادرة التدريب. فأنا أنصحهم بأن يستكملوا، ليكون لديهم اسم وكيان.

تم الاستعانة بكابتن سمير صبري مُدرب البطلة نرمين وجاء الحوار معه على النحو التالي:

_هل هناك محدد لممارسة رياضة الكاراتيه؟

السن المعترف به هو خمس سنوات، ويفضل أن تبدأ من سن مبكر لتقوية العضلات.

 

_ما هي الفوائد التي يمكن أن تقدمها الكاراتيه للفتيات لجذبهن أكثر، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي؟

بالنسبة للفتيات، قد يكون لدى أولياء الأمور تصور معين بأنهن بحاجة للدفاع عن أنفسهن، ولكن من وجهة نظري هي رياضة تهذب النفس وتساعد على تهدئة الأعصاب وتعلمك كيفية التعامل مع الآخرين. ولها فوائد إيجابية أكثر من السلبيات. وبالنسبة لنظرة المجتمع تجاه الفتيات اللاتي يمارسن الكاراتيه أو الرياضة بشكل عام، بدأت هذه النظرة تتغير، وبدأت تشكل ثقافة ووعيًا جديدًا.

يرفض معظم الآباء السماح لبناتهم بممارسة رياضة الكاراتيه بسبب تخوفهم من الأضرار الجسدية. ما رأيك في هذا الموضوع؟ هل تقتصر الأضرار على الجوانب الجسدية فقط أم تشمل أيضًا الجوانب النفسية؟

لا توجد أضرار جسدية على الإطلاق، فهي مجرد رياضة عادية. لدينا في الكاراتيه قسم الكاتا، القتال الوهمي، الذي يتعلم فيه اللاعب كيفية التنقل بين الوقفات وممارسة تقنيات الدفاع والهجوم. وقسم الكوماتيه، القتال الحر، الذي يركز على سلامة المنافسين والدفاع عن النفس. وقد تحدث إصابات في الكوماتيه، لكن لدينا قوانين تهدف إلى الحفاظ على سلامة المنافسين. وعند ممارسة الكوماتيه، يتم تحديد المسافة من خلال قوانين معينة مما يسمح لك بالتحرك بأقصى سرعة وقوة مع الحفاظ على سلامتك. وإذا حدثت إصابات، فهي عادة نتيجة لعدم تحكم اللاعب بنفسه، لكنها ليست إصابات خطيرة، لذا يمكننا القول إن الإصابات الجسدية نادرة وتحدث فقط بسبب الأخطاء من اللاعب نفسه.

_ما هي قصتك مع أول فتاة انضمت إلى فريقك؟ وكيف كانت تجربتها؟

لدي قصتين. الأولى مع فتاة بدأت معي، وبفضل الله تطورت تدريجيًا حتى وصلت إلى مستوى عالٍ. كان هناك رجل مهم في بلدنا مسؤول عن مراكز الشباب الجمهورية، وكان يبحث عن لاعبة من فريقنا للمشاركة في بطولة تنافسية على مستوى الجمهورية، وقد اختارها. وكانت أول فتاة تحقق بطولة الجمهورية على هذا المستوى. مما أدهشني كمدرب، كنت سعيدًا جدًا بهذه التجربة لأنها كانت فرصة رائعة لها لتحقيق إنجاز في مصر.

 

_كيف يمكن الحفاظ على تحفيز الفريق لتقديم أفضل ما لديهم؟

يجب أن أشعرهم بأنهم أقوياء وأن لديهم القدرة على تحقيق الأفضل. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم مسابقات أو منافسات بين اللاعبين، وإذا أمكن يمكن إجراء لقاءات مع مدربين مختلفين لتوسيع آفاقهم.

_كيف ترى مستقبل رياضة الكاراتيه في بلدك؟

بفضل الله، تشهد مصر تقدمًا ملحوظًا في رياضة الكاراتيه، وقد تجلى ذلك في الآونة الأخيرة. لقد أثبتت مصر قوتها في البطولات الأولمبية والدولية، وهناك جهود كبيرة تبذل في هذه الفترة
قد تم ذكر مشروع “بصمة” أثناء اللقاء مع كابتن نرمين، وعلمنا الآتي:

_رغم كونك خريجة آداب إعلام، إلا أنك تمارسين رياضة خطيرة كرياضة الكاراتيه. كيف استطعتِ الموازنة بين كلا المجالين وحياتك الشخصية؟

أنا عاشقة الكاراتيه، لكن عندما شهدت مسلسل “تقلها دهب”، شجعني أكثر أن أكمل وأعمل لنفسي اسمًا وكيانًا. كنت أشاهد الناس يسافرون والمنضمين للمنتخب، الذي أمامي كان لديه عدة فرص، لكن للأسف الفترة الماضية كانت لدي مشاكل وظروف صحية منعتني من استكمال تدريبي. ولكن وقت التمرين لم يأخذ من وقت الجامعة إطلاقًا، لأن فترة التمرين كانت بالليل ساعة أو ساعتين، وكانت مدته يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع. خلال فترة مشروعي كنت مضغوطة جدًا وأخبرت الكابتن بخصوص مشروعي، وكان متفهمًا جدًا وأكد أن الدراية أهم من التدريب.

_مبارك لك على حصول حملة “بصمة” على المركز الأول. هل توقعتِ هذا النجاح؟

بصراحة، نعم، لأن بذلنا مجهودًا شاقًا جدًا. الفريق كله بلا استثناء كان متفوقًا، كل واحد كان متفوقًا في شيء وكان يخرج أفضل ما عنده لكي يحصل المشروع على المركز الأول. فالكل اشتغل بجد، لأن في النهاية يكون سعيدًا بالإنجاز الذي وصل إليه.

_يبدو أن “بصمة” اسم مثير وغامض. ما سبب اختيار هذا الاسم تحديدًا؟ وهل لديه فكرة معينة؟

“بصمة” سبب قلقًا كبيرًا جدًا، لأن المعتاد عليه أن البصمة قد تكون بصمة موبايل أو بصمة كتاب أو بصمة عمل. وتراودت التساؤلات حول هذا الاسم. فكرته هي أن الإنسان طوال فترة حياته يترك أثرًا في حياة الآخرين، أي الأثر الذي تركه بعد عمر طويل، إن شاء الله.

_بحصول مشروعك على المركز الأول، هل سيتوقف عند النجاح؟ أم هناك خطط مستقبلية تخص الحملة؟

بصراحة، يوجد خطط مستقبلية. بدأنا حاليًا في هذه الفترة نفكر لاستكمال موضوع الحملة وعمل جمعية “بصمة”، لكن متى، للأسف لا نعرف. لكننا نتواصل لنكمل حملة “بصمة”، بصمة ستكمل بإذن الله، لن تتوقف.

إن الشغف قد يأتي أحيانًا من حيث لا نتوقع، وإن القدوة الجيدة، مثل فريال أشرف، يمكن أن تكون مصدر إلهام هائل من خلال الكاراتيه.

تعلمت الفتاة قيمًا مثل الصبر والإصرار، وتفوقت في مجال لم يكن من ضمن خططها. إن نجاحها هو تذكير للجميع بأن تحقيق الأحلام لا يتطلب دائمًا بداية واضحة، بل يتطلب الشغف والعمل الجاد، والإيمان بالقدرة على تجاوز التحديات. الكاراتيه لم تكن مجرد رياضة في حياتها، بل تحولت إلى طريق لتحقيق الذات والوصول إلى أعلى مراتب النجاح.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة