نهاية مأساوية داخل شقة المندرة... لحظات اختنقت فيها الأحلام بالدخان
كتبت / رنيم علاء نور الدين
نهاية مأساوية داخل شقة المندرة… لحظات اختنقت فيها الأحلام بالدخان
كتبت / رنيم علاء نور الدين
لم يكن فجر ذلك اليوم مختلفًا عن غيره في البداية… أصوات الموج كانت تتسلل من بعيد، وهدوء الشارع بدا مطمئنًا كعادته. في الطابق الخامس من عقارٍ بشارع النبوي المهندس بمنطقة المندرة، كانت أسرة صغيرة تستعد ليومٍ جديد، دون أن تدري أن دقائق معدودة ستقلب حياتهم رأسًا على عقب.
بدأ كل شيء بشرارة صغيرة في صالة الشقة. لم يعرف أحد مصدرها بعد، لكنها في لحظات تحولت إلى لهيب يلتهم الأثاث والجدران، وينتشر بسرعةٍ جنونية. أصوات الصراخ تعالت، والدخان الأسود غطى المكان حتى صار التنفس مستحيلاً. الأم حاولت أن تنقذ أبناءها الثلاثة، تصرخ بأسمائهم وتدفعهم نحو الباب، لكن النار كانت أسرع من الجميع.
في تلك اللحظات، لم يجد الأب طريقًا للهروب إلا من الشرفة. ربما ظن أنه سينجو بالقفز، وربما أراد فقط أن يهرب من الألم والاختناق. قفز… ليسقط جسده صامتًا على الأرض، فيما كانت النيران تواصل ابتلاع أحلامهم داخل الشقة.
هرعت سيارات الإطفاء إلى المكان، وبدأ رجال الحماية المدنية في معركةٍ مع الوقت والنار. دقائق مرت كأنها دهور، إلى أن نجحوا في السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى باقي العقار. لكن الثمن كان فادحًا… أب فقد حياته، وزوجة وثلاثة أطفال بين الحياة والموت.
الجيران وقفوا في صمت مذهول، يتهامسون عن القدر الذي اختار هذه الأسرة المسالمة. بينما فتحت النيابة العامة تحقيقًا عاجلًا، وقررت انتداب الأدلة الجنائية لمعرفة سبب الحريق، وصرحت بدفن جثمان الأب بعد استكمال الإجراءات.
وفي نهاية الحكاية، يبقى السؤال معلقًا في هواء الإسكندرية الملوث برائحة الدخان:
هل كانت مجرد شرارة عابرة… أم إهمال أطفأ حياة أسرة بأكملها؟
نهاية مأساوية داخل شقة المندرة… لحظات اختنقت فيها الأحلام بالدخان
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.