مقالات ووجهات نظر

هل اتفق الفرقاء؟

بقلم/ أحمد الجرف

هل اتفق الفرقاء؟

هل اتفق الفرقاء؟

هل اتفق الفرقاء؟

كانت القمة التى حدثت فى ولاية الاسكا الامريكية بين قطبي العالم بمثابه صفحة جديدة فى ترتيب أولويات الصراع العالمى على النفوذ بين ممثل الشرق والغرب .

نعم لم تكن مجرد قمة تناقش أزمة أوكرانيا وروسيا فالامر محسوم تماماً على الارض للصالح الروسي .لكن المستقرأ للمشهد بعمق يرى أنها تمثل أقطاب العالم والتوازنات الجديدة بين قوى الشرق ممثلة فى روسيا وقوى الغرب ممثلة فى امريكا .

تسعى الادارة الأمريكة الحالية فى تلك الحقبة التاريخية إلى إنهاء الأزمات الحالية التى خططت لها وأدارتها الإدارات الامريكية السابقه بطرق غير مباشرة والتى خلقت توتراً تراه إدارة الرئيس ترامب غير مجدى بل ويمثل ضغطاً متزايداً ومكلفاً عليها .

بينما تعتمد سياسة الرئيس ترامب على الصراحة التى تصل إلى حد الوقاحة أحياناً فى نيل الاهداف الامريكية فى العالم .الامر الذى ظهر فى الإبتزاز المالي للدول النفطية العربية وقرارات الضرائب على الدول التى تتاجر مع أمريكا .

إن الهدف الامريكى الان هو خلق إستقراراً فى العالم يمثل ويضمن المصالح الامريكية بكل وضوح وصراحة مفرطة .

على أن تسحب أمريكا فتيل الازمات فى العالم فى محاولة لإستعادة السيطرة الرشيدة على العالم وهدم مخططات الخفاء من الجانب الشرقى الذى يعتمد فى بناء إستراتيجيته على غطرسة القوى الامريكية ومحاولة مقاومتها .

تهدف أمريكا الى تحسين صورتها الدولية عبر حل النزاعات فى العالم وعودة القوة الامريكية الى الاراضى الامريكية بعد أن باتت القوة العسكرية الامريكية منتشرة بشكل كبير خارج اراضيها بينما تتطور الاسلحة والوسائل التى من الممكن أن تطال العمق الامريكى بسهولة .

إن الولايات المتحدة منذ عقد من الزمن تعانى الانحدار من رأس منحنى القوى الى منحنى الضعف نتيجة ظهور القوى الاقليمية الجديدة

( روسيا – الصين – الهند – باكستان – كوريا الشمالية – الاتحاد الاوروبي -..) كل تلك الدول لا تمثل منفردة قوى مضادة للولايات المتحدة بينما تمثل مجتمعة ضغطا هائلاً على المستقبل الامريكى القريب .

من هنا جاءت الرؤية الامريكية التى تعتمد إسلوب حل المشكلات الخارجية والإنكفاء الداخلى لمحاولة منع الانحدار والضعف للإمبراطورية الامريكية .

بينما ترى القوى الشرقية أنها فرصتها المواتية لزيادة سرعة وتيرة السقوط الامريكى عبر خلق مشكلات تورط بها الادارة الامريكية .

إن هذه القمة تعتبر بمثابه إتفاق على مرحلة جديدة من ترتيب الاوضاع العالمية والاقليمية لصالح القوى الغربية والشرقية يتم من خلالها إيجاد أرضية مشتركة للمصالح المتعارضه .

أول تلك القضايا هى إعادة ترتيب الشرق الاوسط وذلك بتمكين دولة الكيان من القيام بالمهام الامنية فى المنطقة لصالح الجميع ( المعسكرين الشرقى والغربي) بما يضمن إستغلال الشرق الاوسط ومنع قيام أى قوى إقليمية موازية تمنع من إستغلال ثرواته .

حيث من المخطط أن تحل قوى دول الكيان بعد توسعها المزعوم محل القوى الامنية الغربية والشرقية فى المنطقة بما يعزز عودة تلك القوى الى مناطقها الطبيعية بما يخدم النظرية الامريكية فى الاهتمام بالداخل الامريكى وأيضاً نزع فتيل أى صراع محتمل فى الشرق الاوسط .

هل اتفق الفرقاء؟

بالطبع سيكون ذلك على حساب بعض الدول التى لا تملك حتى حق الاعتراض بعد إقرار الخطة التى يراها قطبي العالم الغربي والشرقى (أوكرانيا – إيران – الاردن – مصر – السعودية – تايوان -…)

سيكون الرابح الوحيد فى كل تلك المعادلة من يستطيع أن يصمد أو من يستطيع أن يقدم نفسه كأداه لتنفيذ ذلك المخطط . قدمت دوله الكيان نفسها على لسان رئيس وزرائها أنها دولة تحقق مهمة ربانية كونية دينية فى المنطقة .

بينما ردت الدولة المصرية أن على الجميع أن يراعى المصالح المصرية فى التخطيط وأنها قادرة على حماية حقوقها ولو بالقوة إذا إضطر الامر .

بينما تنظر باقى الدول الاخرى نظرة إكبار لمصر ونظرة من العجز إلى حالها بعد سنوات من الخنوع للمارد الامريكى الذى لا يحمى أحداً .

وعلى الجانب الشرقى ترى قوى الشرق أن الاتفاق ممكن مع القوى الغربية بعد ترتيب الاوضاع بما يضمن التواجد القوى على الساحة الدولية .

إن الايام المقبله تعتبر من أصعب الايام على الدوله المصرية حيث يتعين عليها الصمود بلا حلفاء تقريباً . بقواها الداخلية وأزرعها الخارجية التى ليست بالضرورة معها طوال الوقت .

ولكن التاريخ يقول كلمته دائما فى كل مرة يراها العالم وحيدة فى مواجهه القوى الهمجية ( التتار- المغول – الصلييبين – …) والمخططات الخبيثة نرى بدائع تصريف الله فى الشأن المصرى وأنها دولة برعاية ربانية سماوية بتماسك أهلها وصدق عزمهم .

تلك المعادلة لم تكن يوما درباً من التواكل أو من الانهزامية وإنما حقيقة كونية فمصر التى ذكرها الله فى خمس مواضع بإسمها صراحة وأكثر من عشرات المرات برمزية لم ولن تكون يوماً لغير المصريين .

لقد قيض الله لتلك البلد من يتصل بالله من القادة على مر العصور المتأزمة وقد جعل الله النصر والثبات على أيديهم .وإننى أرى أن مصر الان بقيادتها الحاليه فى محل رعاية الله وحمايته يظهر ذلك جلياً فى أزمات كنا نظنها لا مفر منها ومحن

فاذا هى منح ( أزمه سد النهضه – الارهاب – الحصار الاقتصادى – والضغوط الدوليه – ..) خرجنا ونخرج منها باذن الله ورعايتة إن مصر الامنه الان تخرج من عنق الزجاجة الى رحب الحياه سيسمعها العالم وسينصت اليها .

إن القيادة السياسية الان ترى أبعد مما نرى وتنتهج سياسة إحترمها الجميع متوازنة ومرنه وصلبه حينما يتطلب الامر .

ستمضى الأيام وستظل مصر عصية على الاطماع بما حباها الله من المكانة ورجال الازمات الأشداء .وأقول للقيادة السياسية توجهه حيث شئت فإنك منصور . قلوبنا معك وصدورنا دروعاً للوطن . حفظ الله مصر من كل شر وسوء .

 

هل اتفق الفرقاء؟


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading