مقالات ووجهات نظر

هل في ذلك حب/بقلم: بليغ بدوي

هل في ذلك حب/بقلم: بليغ بدوي

هل في ذلك حب/بقلم: بليغ بدوي

إن مفهوم الحب لا يتغير مهما تغيرت الأجيال و الثقافات، فالحب عطاء و ود و تضحيات و مشاعر سامية يشعر بها الجنين في رحم امه، و يشعر بها الحيوان في البرية، و تشعر بها الطيور في اوكارها عندما يطعمها والديها، فهل في ذلك شك أن العطاء يجلب الحب؟ بالطبع لا….فالحب شرط من شروط الايمان : «لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه». الحب اسهل من الكره فالحب بسيط و طاقة إيجابية تسطيع به أن تشعر بجمال الكون من حولك و لذة الحياة ، بينما الكره يعطيك طاقة سلبية تؤرق ذهنك و تحول نومك الي كوابيس متتالية للإنتقام و الثار …. اترك امرك لله ولا تلوث قلبك بأحقاد و نم مرتاح البال فلن يؤذيك بشر و لن يمنع كرم الله عليك مخلوق.

 عندما يختفي العطاء و تطغي الأنانية، و يستغل العطاء، عندما تصبح المصلحة اهم من الإخلاص، عندما تخفي الإبتسامة زيف مشاعر، عندما يجهل اللسان لغة الإحترام و تختفي من قاموس لغة الإنسان الكلمات المهذبة الراقية، عندما تنهار العلاقات الإنسانية تحت مطرقة المال و المكسب ، عندما تتم المقايضة بين ماذا انال لو كنت ودودا او كنت صديقا أو قدمت لك حبا ، هل عندما يحدث كل ذلك هل في ذلك حب؟ بالطبع لا…. فلعنة الله علي قلوب كالحجارة لا تلين لحب و لا تميل لود و لا يؤثر فيها معروف.

ايها المجتمع الضال … اين الجمال فيك إذا ضاع الحب و تاهت المشاعر؟ اين اللذة في الحياة مع تلك الحروب و التحزب و حملات التشكيك و أزمة الثقة بين افرادك، اين الفضيلة عندما يرتدي العربيد ثوب الدين و يرتدي الخائن قناع الوطنية، و يختفي المثل الاعلي من حياة اطفالنا، و يسود العنف لغة الحياة و يصبح الصراخ أسلوبا للترهيب و الإقناع، و عندما يتحدث الفاسد عن الإصلاح و تصبح الأسرة بلا مائدة طعام تجمع افرادها، و تنسى كلمة “بسم الله” التي توضع البركة و كلمة “الحمد لله” التي تديم النعمة.

اين إحترام الكبير و العطف علي المسكين و التصدق علي اليتيم؟ اين الغناء الهادف و الموسيقي التي تهذب النفس و العقل…..عالم مليء بالضجيج فلا صوت لحكيم يسمع و لم نعد نسمع بعضنا البعض و اذا تحاورنا هزمتنا “الأنا” كبرا.

هل في ذلك حب/بقلم: بليغ بدوي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة