مقالات ووجهات نظر

هم والرئيس

هم والرئيس

هم والرئيس

بقلم / محمد فرج الله الشريف

سيادة الرئيس أعلم حجم الضغوط والمسئوليات وأعرف كم المخاطر المحدقة , وكم الأزمات التي تحيق بوطننا،
أعلم تلك الجبهات المفتوحة والحرب التي تشن من كل الاتجاهات،
أعلم أن الجبهة الغربية في ليبيا ملتهبة،
والجبهة الجنوبية في السودان مستعرة،
والجبهة الشرقية مع عدونا التقليدي إسرائيل مشتعلة ومحفوفة بمخاطر لا تنتهي،
حتى الجبهة الشمالية في البحر المتوسط جبهة ساخنة حيث الثروات المطمورة في قاع البحر , صراع لا يقل خطورة عن باقي الجبهات،

ثم عمق استراتيجي هناك في عمق إفريقيا حيث تهرول كثير من القوى العالمية لتشكيل قواعد لها ومناطق نفوذ إن لم تكن لنا هناك يد فاعلة وكلمة فاصلة فلن نسلم من رياح عاصفة تهب علينا وتحمل سموما جمة .

وثمة مخاطر أخرى حيث الخطط والمؤامرات التي تدبر لمنطقتنا العربية من ( شرق أوسط جديد وناتو عربي تقوده إسرائيل وصفقة القرن وأخيرا الدين الإبراهيمي ) ألاعيب جهنمية لا تنتهي.

أراك وأنت تصارع في عالم أمواجه متلاطمة ، عالم تتصارع قواه ويتشكل من جديد،
أراك تتحرك في الشرق والغرب لا تضع أمامك إلا مصلحة مصر وحدها , تتعامل مع الصراعات الدولية بمشرط جراح ماهر يوائم بين إغراء الشرق وتهديد الغرب،

توازن بين مصالح ومنافع لنا في الشرق يجب ألا نتركها
ومصالح ومخاطر علينا من الغرب يجب ألا نغفلها
أراك بيد قوية تضرب وترسم الخطوط الحمراء لحماية أمننا القومي،

وبيد ناعمة تهدهد خشية أن تفرض علينا عقوبات دولية لا نتحملها في عالم ظالم لا يعرف العدل ولا يقر بالحقوق

ومع هذا أرى كل ذلك عليك هين وعلى مصر يهون لأن مصر قد خبرت اللعبة الدولية واحترفت التعامل معها وكشفت ببصيرة حضارية ماهرة الحيل والمكائد وامتلكت أدوات التعامل معها .

لكن الكارثة الحقيقية أن تأتي الطعنة من الداخل وهو الخطر الذي لا يجب السكوت عنه فما أسوأ أن تشتعل الخيمة من داخلها وتكون اليد الضاربة يد ابن عاق فيصير حالنا كالقائل : –
بعضي على بعضي يجرد سيفه والسهم مني نحو صدري يرسل
النار توقد في خيام عشيرتي وأنا الذي ياللمصيبة أشعل

ففي ظل أزمة تمر بها مصر من العملة الصعبة التي هي جزء من حرب اقتصادية تشن على مصر نجد من أبناء مصر من يتاجرون بالعملة ويخزنونها كسلعة غير عابئين بما تمر به بلدهم ولا يرون إلا مصلحتهم الخاصة وهم يدرون أولا يدرون أنهم يطعنون بلدهم في ظهرها ويساهمون في مضاعفة الأزمة،

ونجد تجارا يرفعون الأسعار بمبرر أو بدون مبرر مستغلين الأزمات، وآخرون يحتكرون السلع باحثين عن ربح حرام ناهشين لحم الفقراء من أبناء جلدتهم،

ونجد مسئولا يجلس على كرسيه بليدا بطيئا فاشلا جاثما على كرسيه لا يتحرك ولا يبعث فيمن تحته روح العمل والتفاني , لا تحركه إلا الرشوة والواسطة .

إن أزمة أحمد بغدودة كانت كاشفة لبعض من ذلك قصة ،

بطل موهوب قادر على حصد الميداليات مهضوم الحق محروم الرعاية تحت إدارة اتحاد رياضي يقوده إما فاسدون أو بلداء غير جديرين بذلك المنصب لأنهم لا يقدرون الموهبة ولا يعرفون كيفية التعامل مع الأبطال الذين يرفعون اسم مصر وعلمها في المحافل الدولية فحرموه حقوقه فأفقدوه الولاء والانتماء،

أحمد بغدودة ما هو إلا صفحة في كتاب ضخم تمتلئ صفحاته بقتل الموهوبين وحرمان المبدعين ، تمتلئ بمسئولين فاقدي المسئولية , مجردين من الوطنية ,معدومي الضمائر كل مواهبهم البراعة في قتل الولاء والانتماء عند أغلى ما تملك مصر وهم شبابها وأبطالها ومبدعوها .

ثم ينتظرون أن تأتي التوجيهات من سيادتكم بحث البطل على العودة ورعايته وتوفير كل ما يلزمه كبطل رياضي تعتز به مصر . فماذا كان يفعل هؤلاء القيادات في مناصبهم وعلى كراسيهم !!؟؟؟

أراك سيادة الرئيس تنزل المحافظات وتزور المواقع وبعض المحافظين في محافظاتهم لا يتحركون من على كراسيهم ليزورا مراكز محافظاتهم ولا قراها .

أراك تفتتح المشاريع العملاقة وهم يفخرون ويهللون لرصف طريق لا يتجاوز الكيلو مترات .
أراك تحارب لتستصلح اثنين ونصف المليون فدان وهم يفخرون ويهللون لهدم سور من البلوك في قطعة أرض .
فهممهم ضعيفة وكل طموحهم قد حققوه بجلوسهم على الكراسي
فالشعب المصري يراك تتحرك وتنتقل وتزور المواقع وتجلس مع الناس أكثر مما يرون المحافظين في محافظاتهم .

فشتان شتان بين من يرى المنصب مغرما وحملا ثقيلا ومن يراه مغنما وربحا كبيرا .
اضرب يا سيادة الرئيس بيد من حديد علي يد كل من لا يحترم مصر ولا يقدر قدرها ولا يعمل من أجلها .
اضرب بيد من حديد علي يد كل من يخون ويفسد ويدمر .

اضرب بيد من حديد علي يد كل مسئول يتسم بالبلادة ويسير عكس اتجاه الدولة ولا يراعي مصالح الناس .
اضرب بيد من حديد علي يد كل من يجرد أبناء مصر من الولاء والانتماء خاصة أبناءها المبدعين والموهوبين .


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة