وحدة القبلة ووحدة الأمة الإسلامية
وحدة القبلة ووحدة الأمة الإسلامية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وحدة القبلة ووحدة الأمة الإسلامية
اليوم : السبت الموافق 24 فبراير 2024
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن حادثة تحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام، وكما أن من الدروس المستفادة من تحويل القبلة هو وحدة القبلة ووحدة الأمة الإسلامية، فإن المسلمين في الشرق والغرب يتجهون في الصلوات الخمس اليومية.
وفي فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، رغم إختلاف الألسنة والجنسيات والألوان، يجمعهم الدين الإسلامي الحنيف، وهذا ليعلم المسلم أنه لبنة في بناء كبير واحد مرصوص، وفي الحديث “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ” متفق عليه، فالمسلمون يتعلمون من وحدة القبلة، وحدة الأمة في الهدف والغاية، وأن الوحدة والإتحاد ضرورة في كل شئون حياتهم الدينية والدنيوية، وهذا الذي حمل اليهود على حقدهم وحسدهم للوحدة الإسلامية في بلادنا، وتدبرت في هذه الثلاث فوجدت العلة واحدة وهي الوحدة والاجتماع في كل وهذا بلا شك يغضبهم ويحزنهم ويسوءهم، وهذا ما سلكه اليهود مع الرسول صلي الله عليه وسلم في المدينة، حيث جمع الله به شتات المؤمنين، ووحدهم بعد تفرقهم امتثالا لقوله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ”
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلا من اليهود مر بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هم عليه من الإتفاق والألفة فبعث رجلا معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجعل يسكنهم ويقول لهم ” أبدعوي الجاعلية وأنا بين أظهركم” وتلا عليهم هذه الآية، فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح، رضي الله عنهم” وفي العصر الحديث صرحوا بهذا الحقد والحسد على وحدة المسلمين واجتماعهم في كتبهم وإجتماعاتهم ومؤتمراتهم.
ففي بروتوكولات حكماء صهيون قالوا إننا لن نستطيع التغلب على المسلمين ماداموا متحدين دولا وشعوبا تحت حكم خليفة واحد فلا بد من إسقاط الخلافة وتقسيم الدولة الإسلامية إلى دويلات ضعيفة لا تستطيع الوقوف في وجهنا فيسهل علينا استعمارها، ويقول لورانس براون إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير” لذلك أراد حكيم أن يعطى أولاده درسا في ليلة من ليالي الشتاء الباردة حين أحس بقرب أجله فاجتمع أولاده حول سريره وأراد أن يوصيهم بوصية تنفعهم قبل وفاته فطلب منهم أن يحضروا حزمة من الحطب وطلب من كل واحد منهم أن يكسر الحزمة فلم يستطع أي واحد منهم أن يكسرها.
وأخذ الحكيم الحزمة وفرقها أعوادا وأعطى كل واحد من أبنائه عودا وطلب منهم كسر الأعواد وهي متفرقة، فكسر كل واحد منهم عوده بسهولة، فقال الأب الذي هو الحكيم يا أبنائي إياكم والتفرقة كونوا كهذه الحزمة متحدين حتى لا يقدر عدو على هزيمتكم، ألا فلنحتد جميعا من أجل بناء مجتمعنا، من أجل بناء وطننا، من أجل بناء مصرنا، من أجل بناء حضارتنا، بعيدين عن التفرقة وعن التشرذم وعن التحزب وعن التشتت، حتى نحقق آمالنا، ويعلو بنياننا ، ونبلغ منانا، فنكون جميعا أدوات بناء لا أدوات هدم، فقال الشاعر ومتى يبلغ البنيان يوما تمامه، إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟
وحدة القبلة ووحدة الأمة الإسلامية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.