مقالات ووجهات نظر

الغساسنة والمناذرة اليوم

بقلم/أحمد الجرف

الغساسنة والمناذرة اليومالغساسنة والمناذرة اليوم

الغساسنة والمناذرة اليوم بقلم أحمد الجرف…

الغساسنة هم قبائل عربية هاجرت من جنوب الجزيرة العربية إلى بلاد الشام في القرن الثالث الميلادي بعد سيل العرم، عاشوا مواليين للإمبراطورية البيزنطية ، ولعبوا دورًا حاسمًا كحلفاء للروم وحراس على حدودهم ضد غارات المناذرة العرب ، الذين تحالفوا مع الفرس الساسانيين .

المناذرة أو اللخميون، وهي سلالة عربية من قبيلة لخم حكموا العراق قبل الإسلام.كانوا حلفاء الرومان في البدء ثم تحالفوا مع الفرس وعملوا أيضاً ضد العرب الغساسنة 

أمنت كلتا الامبراطوريتين حدودهما بالعرب المتحالفين معهم غير أن الواقع أن العرب كانوا وجها لوجه لصالح غيرهم ولم يفكروا يوماً أن يكونوا قوة عربية موحدة إلى أن جاء خالد بن الوليد وهزمهم ووحدهم مع الدولة الإسلامية الكبيرة فصارت لهم المنعه والقوة حتى على الروم والفرس أنفسهم ضمن نسيج الدولة الموحدة .

حين كان العرب المناذرة والغساسنة يحمون حدود الامبراطوريتين بأنفسهم ودمائهم كانت تلك الامبراطوريتين تنظران نظرة طبقية اليهم بإعتبارهم أدنى وأقل شئناً منهم . بل ويتحكمون بمن يملك زمام امورهم ويتدخلون في كل شئ يخص تلك الدولتين .

ولكن السؤال هل حمت تلك الدول حلفائها من أى خطر الاجابة لم يحدث فقط إبذلوا ما لديكم وستنالون رضانا وهذا فى حد ذاته هدف كبير لكم .

ويدور الزمن دورته وترضي بعض الدول أن تستضيف قواعد عسكرية في دولها بل وتقدم الغالى والنفيس من أجل الرضا والقبول ونيل صك الحماية المزعوم من الخطر الوهمى المسمى إيران والأعداء الخارجيون ثم ينتصر التاريخ لدروسه الغالية . لن يحمى أرضك غير ولدك وما كان لعدوك أن ينتصر لك .

بالأمس القريب قدمت الدول النفطية أموال الحماية والولاء للسيد الجديد للبيت الأبيض طلباً للمباركة والحماية , إستقبال المتغطرس بنوع من الاستعلاء والعنجهية وقال أنها ثمن لبقائهم على عروشهم وللحماية .

فهل حمت شرطية العالم من هم تحت رعايتها العسكرية ؟ الاجابة لا . بلا تآمرت عليهم وإتفقت مع الاعداء على النيل منهم بل وستحمى تلك الدول المعتدية من أى قرار دولى في الامم المتحدة مستخدمة حق الفيتو .

فلم هذا الهوان عملياً لم تحمى شرطية العالم تلك الدول من الهجوم الايرانى وإتفقت مع إيران على السيناريو دول تدخل الدولى المعتدى عليها .

وبالأمس علمت بالهجوم على قادة حماس في الاراضى القطرية ولم تحرك ساكناً ولم تعير الدوله القطرية أى إهتمام ولو حتى بمعلومة .

الم يقرأ هؤلاء الكتاب المقدس للمسلمين وخاصة سورة الممتحنة التى تحدد أطر التعامل والأحلاف بين الدول . 

ولكن فات أوان العتاب وبقيت أزمنة الندم . الدرس الباقى للتاريخ أن الاعداء كلهم في سله واحدة وإن أظهروا غير ذلك . 

ولكن دعونا ننظر إلى معادلة جديدة قد يكون فيها المخرج من تلك الأزمة إن الدولة التى تتغطرس في المنطقة برعاية أمريكية وصناعة إنجليزية وضعت نفسها في مأزق صعب حين إختارت لنفسها الحق في أن تطارد من تراهم أعداء لها دون إذن من أحد أو مراعاه لاى قوانيين .

ماذا لو تم إقرار قانون عربي موحد في الجامعه العربية يقضى بالمعاملة بالمثل فيما تراه الدول العربية عدواً لها دون مراعاه ذلك الكيان . 

في هذه الحالة سينهار المناخ الابراهيمى الامريكى الذى تمهد له منذ فترة وسينهار مناخ ومستقبل التطبيع المزعوم والتقارب العربي مع دوله الكيان .

ماذا لو كان بنداً واضحاً وصريحاً الا يدخل أى ممن خططوا ونفذوا الاعتداء على الدول العربية اى من بلادنا . فقد أقروا واعترفوا عبر قنواتهم وبلسان قادتهم أنهم سيستهدفون اعدائهم في كل مكان دون إذن من أحد . 

ماذا لو تم تعليق التطبيع معهم والمشروع الابراهيمى المزعوم لحين الاعتذار عما تم من إنتهاك صريح لسيادتنا العربية .

حين يفعل العرب ذلك ستعود دول الكيان حبيسة الحدود الصغيرة وسيحبس قادتها أنفسهم في ذلك الكيان وسيحسب للعرب حسابات مختلفة .

مع إعادة تحديد دور القواعد العسكرية في الدول العربية في مكاشفة فاضحة للعالم أنه مجرد صورة من صور الاحتلال تلك النقطة تحديداً سيكون تأثيرها كبيراً لان شرطى العالم يريد أن يبيض وجهه القبيح في العالم بصفته الراعى للحق والقوى الذى يستطيع أن يحمى من يتواجد على ارضة ومن يتحالف معه .

بينما بات هناك تنافس واضحا بين من يستطيع أن يوفر تلك الحماية من الداخل الوطنى أو الشريك الشرقى القادم من المستقبل ذلك التنين والقيصر وبلاد العجائب الذى يقدم عروضه للتحالف والحماية بلا قواعد عسكرية طوال الوقت .

لقد أصبح البديل متاحاً والشرطى فقد سيطرته على الموقف يوم فقد السيطرة على ذراعه المتهور في المنطقة وأطلق له العنان .

إن درس الغساسنه والمناذرة ومعم التاريخ يقول دائما كلمته ما حك جلدك مثل ظفرك . ونحن أمه قويه بها كل مقومات العزة والقوة لا نحتاج الى احد ليحمينا او يرعانا فقط الثقه في بعضنا البعض والتجرد لله وللقضية العربية حينها فقط سيكون التاريخ ممتناً لنا أننا استوعبنا من دروسه وعبره ما يحمينا وينفعنا . حفظ الله مصر . حفظ الله العرب والهمهم الرشد والصواب .


الغساسنة والمناذرة اليوم


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading