
{ رأس السنة الهجرية.. لحظة للتأمل والتجدد }
{ رأس السنة الهجرية.. لحظة للتأمل والتجدد }
بينما تطوي الأيام عامًا هجريًا، وتفتح بوابة عام جديد، يحتفل المسلمون حول العالم بحلول رأس السنة الهجرية، ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، تلك الرحلة التي لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الأمة الإسلامية.
الهجرة.. بداية أمة
في العام 622 ميلاديًا، غيّرت الهجرة مجرى التاريخ، عندما خرج النبي محمد ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق من مكة، تاركين خلفهم الأذى والاضطهاد، ومتوجهين إلى يثرب (المدينة المنورة)، حيث وُلد أول مجتمع إسلامي منظم، قائم على أسس العقيدة، والتسامح، والتكافل.
ومنذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اتُّخذت الهجرة بداية للتقويم الإسلامي، ليُؤرّخ بها المسلمون كل مناسباتهم الكبرى، تعبيرًا عن قيمة هذه اللحظة الفارقة.
مناسبة دينية… لا مجرد تقويم
رأس السنة الهجرية ليس احتفالًا تقليديًا، بل فرصة سنوية لمراجعة الذات، وتأمل القيم التي قامت عليها الهجرة: الصبر على الشدائد
الإيمان والثبات في المبدأ ؛ الوحدة وبناء المجتمع على أسس المساواة والعدل
تلك القيم ما زال العالم اليوم بحاجة ماسة إليها، في ظل ما يعيشه من انقسامات وصراعات.
الاحتفال بالمناسبة: بين الروحانية والبساطة
يحرص الكثير من المسلمين في الدول الإسلامية على إحياء هذه المناسبة بالدعاء، وقراءة السيرة النبوية، وحضور الخطب الدينية التي تذكر الناس بعِبر الهجرة ومعانيها. وفي بعض البلدان، تُقام فعاليات ثقافية وفنية تركز على التراث الإسلامي وتاريخ الرسول ﷺ.
ورغم أن رأس السنة الهجرية ليس مناسبة ذات طابع احتفالي صاخب، إلا أنه يحمل بعدًا روحانيًا عميقًا، يُذكّر كل مسلم بأن بداية جديدة ممكنة دائمًا، وأن الهجرة ليست فقط حدثًا في الماضي، بل رمزًا دائمًا للسعي نحو الأفضل.
كلمة في الختام:
مع إشراقة عام هجري جديد، دعونا نستحضر روح الهجرة، لا كحدث تاريخي، بل كقيمة إنسانية ملهمة.
كل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا جميعًا بالخير واليُمن والبركة.
{ رأس السنة الهجرية.. لحظة للتأمل والتجدد }
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.