
وسائل التواصل الاجتماعي:ضيف ثقيل على مائدة العائلة
وسائل التواصل الاجتماعي:ضيف ثقيل على مائدة العائلة كانت مائدة الطعام يومًا ما رمزًا للدفء العائلي تجمعنا على الأحاديث والضحكات وتفاصيل اليوم الصغيرة.
أما اليوم فصارت تجمع أجسادًا حاضرة وعيونًا غائبه
كلٌّ مشغول بشاشته، يتواصل مع العالم البعيد وينقطع عن الأقرب إليه.
تحوّل الهاتف من وسيلةٍ للتواصل إلى جدارٍ صامتٍ بين أفراد الأسرة.
الأب يتابع الأخبار، والأم تشاهد مقاطع الطهي، والأبناء غارقون في ألعابٍ أو محادثاتٍ لا تنتهي.
وهكذا تراجع الحوار الحقيقي، وذابت المشاعر بين رموزٍ وإشعاراتٍ باردة.
لم تعد المشكلة في وسائل التواصل نفسها، بل في الطريقة التي سمحنا بها لها أن تقتحم تفاصيل حياتنا،
فتأخذ من وقتنا أكثر مما تعطينا، وتسرق منا لحظاتٍ لا تُعوَّض مع من نحب.
إنّ الجلسة العائلية بلا تفاعلٍ حقيقي، كطعامٍ بلا نكهة.
ولهذا ربما نحتاج أن نعيد ترتيب أولوياتنا:
أن نطفئ الأجهزة قليلًا، ونتحدث من القلب، ونتذكّر أن التواصل الحقيقي لا يحتاج إلى شاشة، بل إلى نظرةٍ صادقة وكلمةٍ دافئة.
فلنجعل التكنولوجيا ضيفًا خفيفًا لا صاحبَ بيت،
ولنستعيد دفءَ اللقاء العائلي قبل أن يُصبح ذكرى.
تابعوا المقال القادم من سلسلة “تفكير حقيقي”.. عن معنى التواصل الحقيقي في زمن الصمت الرقمي.
مرسى أمان لقلوب تبحث عن الطمأنينة
رحلة حياة تربية وعشرة بالمعروف
تفكير حقيقي
العائلة أولاً
دفء البيوت
كلام من القلب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.