مقالات ووجهات نظر

وفقدت العقول مسارها

وفقدت العقول مسارها

بقلم/ أسماء ابوبكر

وفقدت العقول مسارها

لعبت الثورة التكنولوجية دورًا بارزًا في اظهار وسائل التواصل الاجتماعي فهي تقنية جلعت العالم بمثابة قرية صغيرة وسهلة فرص تبادل المعلومات والأفكار من خلال هذا العالم الافتراضي الذي أصبح يغزو العقول بصورة مريعة ليسيطر كليًا عليها
وبالرغم من الإيجابيات التي حققتها تلك الطفرة التكنولوجية إلا إنها لها بعض التأثيرات السلبية
تتباين تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي من شخص إلى اخر على حسب هويتهم وتتفاوت تلك التأثيرات من بين سلبية وإيجابية
وتتيح لهم التعبير عن آرائهم المختلفة من خلال تلك المنصات التي تعتبر بمثابة نافذة على العالم دون التقيد بأي قوانين أو معايير أخلاقية
إذ تعتبر منصات التواصل الاجتماعي وسائل متاحة للجميع حيث تسمح للإفراد بتفجير كامل طاقتهم واكتشاف مواردهم الداخلية المذهلة وتنتابنا احيانا دهشة عارمة مما نشاهد في تلك الوسائل آلتي أتيحت للجميع على حد سواء ولم تفرق بين أصحاب المبادئ والقيم والثقافة وبين المفلس الذي يتقيئ ما بداخله دون تكبد عناء الفهم والإدراك
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين ومرآة تعكس عالمك الداخلي وما يجري خارجك ما هو غير إنعكاس لما يجري داخلك فأنت الذي تتحكم في أفكارك وبما ستحدثنا به عنك
وبالتالي تؤدي توجهاتك إجابية كانت أم سلبية بناءة او هدامة إلى التأثير على بعض التوجهات في المجتمع وأنتشار الكثير من العادات التي تؤثر على السلوك المجتمعي
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي سبب في العديد من المشكلات وإثارة الفوضى المجتمعية
والجدير بالذكر ان مواقع التواصل الاجتماعي قد سهلة على بعض الأفراد الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية من نشر موبقاتهم من تنمر وانتهاكات الخصوصية والتسلط على البعض واستغلالهم ونشر افكار سلبية وهدامة وأيضا النقد وإطلاق الأحكام على الأخرين دون مراعاة إحساسهم
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دور في الحياة الإنسانية وذلك من خلال تسليط الاضواء على بعض القضايا التي تخص المجتمع ونجد المؤيدون والمعترضين ونجد ايضا من يحيد تماما عن المنطق والعقل
وأيضا قد تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على ظهور بعض الأفراد في المجتمع غير جدرين بالظهور أطلاقا فهم لا يتمتعون بعناصر تجعلهم يستحقون تسليط الضوء عليهم واعطائهم قدرًا اكبر مما هم عليه
ويقع ايضا عبئ أنتشار بعض الاخبار التي لا تفيد المجتمع عن أشخاص او أحداث سوى أثارة البلبلة والعمل على انشغال المجتمع بأمور صغيرة وليس لها ادنى اهمية فحين ان هناك قضايا اخرى اكثر جدية يحيدون عنها تماما مثل الانشغال بتتبع حياة الأخرين وجعلها الشغل الشاغل لهم
ولا نعلم هل هذا شئ مقصود ام أصبح الفرد يميل لعدم التفاعل الإيجابي مع جوانب الحياة الاجتماعية ذات الاهمية
ومن المناسب أن نستوعب أن منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي ليست مجرد أدوات ثانوية، وأن دورها تنامى بشكل كبير ومؤثر،


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة