َأواهٍ يا قَلمي..أَواهٍ
✍أيمن حسين السعيد أريحاالسورية
فِي جوفِ الحرفِ من ديوان نثريات حر
َأواهٍ يا قَلمي..أَواهٍ
الذي تَتكِئ عَليهِ الآمالُ الغائباتْ
أواهٍ يا وجعَ المِداد
أواهٍ يا شفقَ التَعبير
متَى تُشرقٌ فِي غيابِكَ المسراتِ.!؟
ووحدتِي تَنمو على الأورَاق
وقلبُ الكلمَات ليسَ يَقوى
والقَوافي هزيلةً بلا موتْ أو حَياةْ
وحَنينُ نَبضِهَا يَسكنٌ كُلَ المٌحيطاتْ
*
الحرفُُ جَريحُ والأملُ يأسُو
لا يُحي رُوحَ العروق
دَمٌ بالصمتِ حَرور
ونجَمُ أشواقٍ يهوي
يتلّمسُ فِي جِهاتِ الضُلوعْ
لشِعرٍ بحَجمِ الكونِ تَواقْ
يحضنُ رقصَ أمواجِ المِدادْ
عزفَاً برياحٍ فائقَ العُذوبة
مٌوقداً جمراً بالسطوعْ
بأفراحٍ بِلا نَارٍ منْ عَذاباتْ
فبأي شيءٍ ألوذْ!؟
منْ حُمى الكلمَاتْ
وكيفَ أحتضنُ النُجوم
وأقطف ما أشاء
أنَّى أشاء مِنْ صقيعْ
وإلاما أمضِي مِنْ مِساحاتْ
مَنْ يُضَّمدٌ جِراح الحُروفْ.!؟
ومَن يُغازل بنفسجَ الغَسقْ.!؟
ويُلمْلمُ الحُدودَ في وَطنِي
فلا تَرحل عَصافيرُ المَساءْ
**
كيف تَهربٌ الحُروفْ!؟
مِنْ آفاقِ المعنَى فِي حَنايَا الكلامْ
مَنْ يُعيدُ للأطفالِ البَراءة.!؟
صَبوتهُم وبَساتين الحَنانْ
مَن في شفافيةِ اِبحار الحُروفْ.!؟
يُضيءُ لنا مَرافيء العِشقِ والأمانْ
***
سقطَ الشعر عَلى الوَرقْ
والصَحو الثمِلُ جياشاً
ناعسَاً شرسِاً كَي لا يَفضِّ المِهرجانْ
فَالمعاني الذاهبة..اللاهبة بلا مَدارات
في لهفةٍ تخبو في اِنطفاءٍ إلى مَواتْ
تتدافعُ أحلامُنا على سُلَّم مِنَ الرقصاتِ
على شَفةِ إقَامةٍ أو عُبور
تَستجدي الأفراح فلا تأتِ
فِي تزاحُمِ وانتظارِ النهاراتْ
****
في الأمسِ كُنا نقهقهُ
تعلو وجوهنا البسماتْ
وفي عيوننا وهجُ البدور
وكَأنَّنا فِي السماواتْ
لماذَا ولماذَا ولماذَا
وألفُ ألفُ لمَاذا.!؟
ياوَلدِي :
ارتحلتَ بِلا وِصالْ
يامن جَعلتني مُتحداً بالعَذاباتْ
ولا تَشيل عنْ كتفيَّ الجِبالْ
وأنا ارتقبُ أن تهلَّ كالطيرِ
حاملاً إلى سنديانتي رُوحَ الحَياةِ
التي اجتثتَّها وحوشُ الحروبْ
وشبَّت فيهَا حَرائقِي بِلا انطفَاءْ
فلا جذوري بخيرٍ
ولا غُصونَ وُريقاتِي
فلا مِنْ تَألقٍ فِي وِحدتِي..
ومَا أَصيرُ إلى رَمَادْ.
******
وأنا أَهوي وأَهوي..
والناسٌ من حَولي حَزانى..
يتمَطوّنَ في أفواهٍ مَواتْ
يا ولدي:
ياحَنين الكَبدِ…لا تقسُ عَلينَا
أَشرِق فقدْ أقمتُ لكَ النُذورْ
والشوقُ الأخضَر لكَ لا يَبيدْ
مُترنحاً مابينَ المَسافاتٍ والصُدودْ
مُتشبثاً بِدمي الذَاهِبِ فيكَ منِي مَعِي
فِي غُرباتِ المنافي وأرصِفةِ الطَريقْ.
*******
ماذا أقولُ …ماذا أقولْ!؟
فَما أقسَى الإبتلَّاء.!
وما أقسَى خَناجِر الصَبرِ بلا بُروءْ.!
تزهُو وتٌصلِّي لصَدى انفراجاتٍ تَطولْ
لا تنفضُ العذابَ ولا تُعيد الأمسَ السَعيد
فأحيَا حُرَّاً بِلا قيودْ..
بِلا جُروحٍ أو دِمَاء..
بلا أنينٍ أو حِداءْ…
و ليالِي الخوفِ بِلا اِمتِنَاعْ
وأكَادٌ أراها قريبَةً..بَعيدَةً
اِشراقاتُ شُموسِ المعجزاتْ
لِنرتعشُ كالطُيور
ويضُّجُ فينَا الإباء رُغْمَ العنَاءْ
وأرتويِ مِنْ شفتيكَ قافِيةً
تَملأُ الدُنيا مُروجْ
وأكونُ وإياكَ ..يا وَلدي
فِي المَكانِ توأمَانْ.
َأواهٍ يا قَلمي..أَواهٍ