همسات تربوية

همسات تربوية

كتبت/غادة علي

همسات تربوية

ثلاثة أمور أهم من طاعة طفلك لك

الجميع يريد أطفالًا مطيعين (ويُفضل أن تكون الطاعة بمرح أيضًا) ولكن عندما لا يحصل ذلك يذعر الجميع، ماذا لو أخرجنا الطاعة من قاعدة التمثال وركزنا على إرساء أساس قوي بدلًا من ذلك؟
إن طاعة الطفل هي المعيار الذهبي في تربية الأبناء، فعندما يطيعنا أبناؤنا نشعر بأننا نفعل الشيء الصحيح ونشعر بالرضا عن طريقة تربيتنا لهم فنبتسم بفخر ونشعر بالسعادة، ولكن عندما يعصي الطفل نشعر بالذعر، وينتقل التركيز إلى العواقب والعقوبات، ونفعل أي شيء لنعيد الطفل للصف ويتعلم درسه فلا يعصي الأوامر مجددًا، ونعود لذلك المكان السعيد حيث يستمع الطفل من المرة الأولى ولا يشكو، بينما نشعر بالرضا عن طريقة تربيتنا لأبنائنا مجددًا.
بدلًا من أن نبني نجاح تربيتنا على قدرة أطفالنا على الطاعة ماذا لو تراجعنا لخطوات قليلة لنضع أساسًا قوي، أساسًا يشجع ويدعم أبناءنا خلال تقلبات نمو الأطفال، ولكن للقيام بذلك علينا أن نزيل الطاعة من قاعدة التمثال ووضع ثلاث صفات أكثر أهمية في مكانها، فيما يلي ثلاثة أمور مهمة أكثر من طاعة طفلك.
ثلاثة أشياء مهمة اكثر من طاعة طفلك لك

1️⃣ الــثـــقـــــة والشعور بالامان: يحتاج أطفالك الى الثقة بك، أنت لا تريد أن تكون طاعة طفلك لك قائمة على الخوف منك ولكن تريد طاعة حقيقية لا تأتي إلا من الثقة بك. ولتحقيق ذلك يحتاج أطفالك لمعرفة أنك أمان لهم، ليس جسديًّا فقط ولكن عاطفيًّا أيضًا.

يجب أن يعرفوا أنه بإمكانهم القدوم إليك عندما يرتكبون الأخطاء ولن تفزع، وأن يعرفوا أنه بإمكانهم أن يكونوا صادقين معك حتى لو لم يكن ما أخبروك به هو ما تريد سماعه، ويحتاج أطفالك لمعرفة أن الرحمة تأتي أولًا وأن لا شيء يفعلونه أو يقولونه سيغير حبك لهم.

2️⃣ علاقة قوية: أطفالك بحاجة لمعرفتك بهم، بدون علاقة بينكم ستحصل على طاعة آلية أو تمرد، قد يتجاهلونك تمامًا وقد يطيعونك لأنهم سيشعرون بالخجل وبأنهم غير محبوبين إذا لم يفعلوا ذلك.

إن معرفة أطفالك جيدًا تتطلب الوقت والطاقة والصبر، وقد يعني ذلك الحدّ من التذمر والاستماع لأجل الفهم والعناق بدلًا من وقت للعقاب. التركيز على التواصل مع أطفالك قبل نصحهم يعني أنك قادر على إيصال الرسالة “أنت أكبر من تصرفاتك، أنت تستحق الحب والاحترام لمجرد كونك أنت”.

3️⃣ الفضول: يحتاج أبناؤك إلى حرية التعلم والنمو، إن عملية نمو الأطفال بطيئة وغير متساوية على مدى الـ(٢٥) سنة الأولى من الحياة. إن فرض العواقب والعقوبات لن تجعل طفلك ينمو بشكل أسرع.

إذا كان طفلك يواجه صعوبة في الاستماع أو المتابعة فإن الخطوة الأولى هي الوصول إلى جذر المشكلة. كونك فضوليًّا يمنحك أنت وطفلك فرصة لاكتشاف التحديات وإيجاد الحلول وتقييم القرارات معًا، كما يمنح طفلك المهارات والأدوات والدعم الذي يحتاجه بدلًا من مجرد الأمل في أن يفهم ويكتشف بمفرده.

👈🏼 بدلًا من رؤية (التربية الجيدة) على أنها تربية الأطفال المطيعين دائمًا يمكننا رؤية (التربية الجيدة) في وَالِدَيْن يعملان مع أطفالهم ويفهمونهم مما يمنحهم حبًّا غير مشروط والدعم الذي يحتاجون إليه للتعلم من أخطائهم والمضي قُدمًا باتجاه إيجابي
.هذا هو المعيار الذهبي للتربية الايجابية التربية بالحب الغير شرطي .

 1,611 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

الريال والستى صراع لا ينتهى..ومواجهه معتاده فى الادوار الاقصائية من دوري الابطال

الريال والستى صراع لا ينتهى..ومواجهه معتاده فى الادوار الإقصائية من دوري الابطال كتب/احمد عطاالله يستعرض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: