مقالات ووجهات نظر

يوشع بن نون في مدينة الجبارين

 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

يوشع بن نون في مدينة الجبارين

لقد قال بعض العلماء إن نبى الله موسى عليه السلام عاش حتى خرج من التيه، وقد سار نبى الله موسى عليه السلام، بعد ذلك إلى مدينة الجبارين ومعه يوشع بن نون ففتحها، وكذلك قال إبن إسحاق، وقال أيضا أنه قد سار نبى الله موسى بن عمران إلى أرض كنعان لقتال الجبارين، فقدم يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وهو صهره على أخته مريم بنت عمران، فلما بلغوها اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعور وهو من ولد نبى الله لوط، فقالوا له إن موسى قد جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا فادع الله عليهم، فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة، وامتنع عن الدعاء عليهم إلى أن خدعته زوجته مرارا وصار كلما حاول أن يدعو عليهم ينصرف لسانه للدعاء لهم وإذا أراد أن يدعو لقومه.

 

انقلب الدعاء عليهم، ثم إن نبى الله موسى عليه السلام، قدم يوشع بن نون إلى أريحا في بني إسرائيل ففتحها وقتل الجبارين الذين كانوا فيها وبقيت منهم قلة، وبعد أن بقيت قلة من الجبارين في أريحا وقد قاربت الشمس أن تغرب خشي نبى الله يوشع عليه السلام أن يدركه الليل فيعجز عن قتلهم، فدعا الله أن يحبس عليهم الشمس، فتقبل الله عز وجل دعائه ففعل وحبسها حتى قتلهم جميعا، ودخل موسى فأقام فيها ما شاء الله أن يقيم ثم قبضه الله إليه، وقد ذكر المؤرخون أن الله فتح على يديه أيضا بيت المقدس، وبعد أن استقر بنو إسرائيل في بيت المقدس استمروا فيها وفيهم يوشع بن نون يحكم بينهم بالتوراة حتى قبضه الله تعالى، ولقد قدمنا ما ثبت فى الصحيح من رواية أبى بن كعب رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم.

 

من أنه يوشع بن نون، وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب، فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد نبى الله موسى عليه السلام إلا يوشع بن نون، لأنه مصرح به فى التوراة، ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم من ربهم، وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين، عن محمد بن إسحاق، من أن النبوة حولت من نبى الله موسى، إلى يوشع في آخر عمر نبى الله موسى، فكان نبى الله موسى يلقي يوشع فيسأله ما أحدث الله إليه من الأوامر والنواهى، حتى قال له يا كليم الله، إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك حتى تخبرني أنت، ابتداء من تلقاء نفسك، فعند ذلك كره نبى الله موسى الحياة وأحب الموت، وقد دخل بني إسرائيل إلى أرض فلسطين لأول مرة بعد خروجهم من فترة التية.

 

على يد نبي الله يوشع بن نون، الذي يعد أول من فتح بيت المقدس، ويوشع بن نون كان من تلاميذ النبي موسى عليه السلام، وذكره الله تعالى في القرآن غير مصرح باسمه في قصة سيدنا موسي والخضر، وقيل أنه لم يخرج أحد من التيه، الذي عاقب الله تعالى به بني إسرائيل بعد رفضهم لقتال القبائل الكنعانية التي كانت تسكن المدينة المقدسة في فلسطين وكانت مدة التيه أربعين عاما مات فيها نبي الله موسى عليه السلام، إلا اثنين، منهم يوشع بن نون، الذي قاد بني إسرائيل لقتال الجبارين، وكما سرد المؤرخون ابن كثير، وابن الأثير في الكامل، المعركة الأخيرة التي بدأت في يوم الجمعة، وأوشك اليهود على تحقيق الانتصار، لكن الشمس قاربت على المغيب، وكان اليهود لا يعملون ولا يحاربون يوم السبت، فخشى يوشع بن نون أن يذهب النصر، فنظر يوشع إلى الشمس وقال إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي، فتوقفت الشمس مكانها، وظلت واقفة إلى أن فتح بيت المقدس ودخله.

 

يوشع بن نون في مدينة الجبارين


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة