مقالات ووجهات نظر

وآتيناه أهله ومثله معه

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

وآتيناه أهله ومثله معه

إن ما صارت عليه حالة نبي الله أيوب عليه السلام، بعد استجابة الله عز وجل له، فقد أذهب الله تعالي عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض، الذي كان في جسده ظاهرا وباطنا، وأبدله الله بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة، وجمالا تاما، ومالا كثيرا، حيث صب له من المال صبا، وأخلف الله له أهله، كما قال الله عز وجل ” وآتيناه أهله ومثله معه ” فقيل أحياهم الله بأعيانهم، وقيل آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة، وإن من أهم العبر فى قصة نبى الله أيوب عليه السلام هو نجاح أيوب عليه السلام، في الاختبار، لأن الله عز وجل قال في آخرالآيات ” إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ” فابتلاه الله عز وجل بأن سلب منه جميع ماله، وأهله.

 

وأصبح مريضا ضعيفا، فكيف يكون حال الإنسان إذا عاد فقيرا بعد غنى، وضعيفا بعد قوة، ووحيدا بعد أهل وذرية؟ وإن من العبر أيضا فى قصة نبى الله أيوب عليه السلام، أنه هو تذكرة لمن ابتلى في جسده أو ماله أو ولده، فله أسوة بنبى الله أيوب عليه السلام، حيث ابتلاه الله تعالى بما هو أعظم من ذلك، فصبر واحتسب، حتى فرّج الله عنه، وهذا الفرج لمن صدق مع الله سرا وجهرا، واتقاه عز وجل، وإن الحكمة من ابتلاء الله عز وجل لعباده المؤمنين؟ هو تكفير السيئات، فقد قَال النبى صلى الله عليه وسلم ” ما يصيب المسلم من نصب “أى تعب” ولا وصب ” أى مرض ” ولا هم ” وهو كره ما يتوقعه من سوء” ولا حزن ” وهو الأسى على ما حصل من مكروه” ولا أذى ” وهو من تعدي غيره عليه”

 

ولا غم ” وهو ما يضيق القلب والنفس، حتى الشوكه يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ” رواه البخاري، وإن من فوائد الإبتلاء هو رفع منزلة المبتلى عند الله تعالى، وتنقية نفسه من شوائبها من الرياء وغيره، وتعلق المبتلى بالله عز وجل، ومنها أيضا إظهار الناس على حقيقتهم، فمن الناس من يدّعى الصبر وليس بصابر، فالمرض والفقر، والجوع والآلام، وفقدان الأولاد والأصدقاء، وخسارة الأموال، وغير ذلك، أمور لا تطيقها وتتحمل ألمها إلا النفوس الأبية الكبيرة، وهي التي ترضى بقضاء الله وقدره، وإنه ينتهي نسب نبي الله أيوب عليه السلام إلى إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، وكانت بعثته على الراجح بين موسى ويوسف عليهما السلام، وقد وردت قصته في القرآن الكريم باختصار في سورة الأنبياء.

 

وسورة ص ” وكانت قصة النبي أيوب عليه السلام جاءت في سورة الأنبياء فقال الله تعالى” وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ” وقد جاء في سورة ص، قول الله عز وجل “واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب، اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب”

 

وآتيناه أهله ومثله معه


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة