مقالات ووجهات نظر

دور الأم في المجتمع: عماد البناء الإنساني والتنموي

أموره يسرى

تُعدّ الأم حجر الأساس في بناء المجتمع، إذ تمثل الركيزة الأولى في تنشئة الأجيال وصناعة مستقبل الشعوب. فالأم لا تقتصر رسالتها على الرعاية والعطاء الأسري فقط، بل تمتد لتؤثر في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل، تتحمل الأم مسؤولية غرس القيم والمبادئ التي تشكّل شخصية الإنسان وسلوكه. فهي المعلّمة الأولى، والمربية، والموجهة، التي تسهم بشكل مباشر في تنمية القدرات العقلية والنفسية لأبنائها. ومن خلال هذا الدور التأسيسي، تساهم الأم في إعداد مواطن صالح وفعّال قادر على الإسهام في تطور مجتمعه.

ولأن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، فإن استقرارها وتماسكها يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بقدرة الأم على أداء دورها التربوي والاجتماعي. وقد أثبتت دراسات عدة أن المجتمعات التي تحظى فيها المرأة، ولا سيما الأم، بالتمكين والتعليم والرعاية، هي مجتمعات أكثر تقدماً وأمناً واستدامة (المصدر: تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية 2023 – رابط).

إلى جانب دورها الأسري، تواصل الأم اليوم أداء أدوار فاعلة خارج إطار الأسرة. فهي معلمة وطبيبة ومهندسة وقيادية، تساهم بجدارة في مجالات العمل المختلفة، مما يجعل تأثيرها مضاعفاً في دفع عجلة التنمية الشاملة.

وفي ظل التحولات الاجتماعية الحديثة، بات من الضروري دعم الأمهات وتمكينهنّ عبر السياسات التي توازن بين متطلبات العمل والحياة الأسرية، وإتاحة فرص التعليم والتطوير المستمر، بما يعزز دورهن كمحرك رئيسي للتغيير الإيجابي في المجتمعات.

ختاماً، فإن تقدير دور الأم لا يجب أن يقتصر على المناسبات السنوية فحسب، بل ينبغي أن يتجسد في ممارسات مستدامة تعكس الاعتراف الحقيقي بمكانتها المحورية في بناء الإنسان والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى