مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن التمرد والعصيان ومخالفة الأنبياء

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن التمرد والعصيان ومخالفة الأنبياء

إن التمرد والعصيان ومخالفة الأنبياء من طباع بني إسرائيل المتجذرة في نفوسهم، وأيضا وجوب التروي والتحقق والاستقصاء عن الحقيقة قبل إنزال العقوبة كما فعل نبى موسى عليه السلام، وإمكانية رؤية البشر للملائكة بإرادة الله، وكذلك بطلان المزاعم القائلة بأن سامري بني إسرائيل هو المسيح الدجال، وقد جاء القرآن الكريم على ذكر سامري بني إسرائيل مرتين في معرض الحديث عن قصته وصناعته للعجل في سورة طه بأل التعريف، ومرة واحدة دون أل التعريف، قال تعالى ” قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى ” وقال تعالى ” وقالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى” وقال الله تعالى أيضا ” قال فما خطبك يا سامرى ”

 

وإن الإيمان بالأنبياء من أركان الإيمان، فنؤمن بهم على التفصيل الذي ذكره الله تعالى وعلى الإجمال، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة النساء ” ورسلا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك ” والأنبياء الذين قص الله علينا خبرهم في كتابه العزيز نحوا من خمسة وعشرين نبيا، والأنبياء كما قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد، ولقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم، الأنبياء في أصل دينهم بأولاد الأب وقال إن أمهاتهم شتى، فالأنبياء أصلهم واحد في شرائعهم، وهو التوحيد أو الإسلام العام، وأما شرائعهم فبينها فروقات ولذلك كانوا كأولاد الأب من أمهات شتى، ولقد كان في قصصهم عبرة، فالرسل متفقون في الدين الجامع للأصول الاعتقادية.

 

كالإيمان بالله ورسله واليوم الآخر، والأصول العملية كتحريم الفواحش والإثم والبغي، فإنها محرمة في جميع الأديان ومن ذلك الزنا والربا، وقد قص الله تعالى على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قصص من سبقوه، لتكون عبرة وتثبتا، كما قال الله تعالى كما جاء فى سورة هود “وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ” ولذلك يكون وقوف المؤمن على قصص هؤلاء الأنبياء وأخذ العبرة منها شيئا عظيما يضيء له طريقه في حياته، فالنفوس تأنس بالاقتداء، وزمننا هذا فيه غربة كثيرة، وانحرافات مطبقة، ولذلك يكون الاستئناس بقصص الأنبياء مما يثبت النفس على طريق الحق ويؤنسها في غمرة الباطل الكثير، وأيضا فإن في قصص الأنبياء ما ينشط على العمل بالرغم من صعوبة الواقع.

 

وكذلك يتأيّد الحق بذكر شواهده، وكثرة من قام به على مر التاريخ، ولذلك ذكر الله تعالى لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنبياء من آدم إلى وقته صلى الله عليه وسلم، حيث سرد له من الأنبياء الموزعين على مر التاريخ من نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وإبراهيم وأولاده وذريته، وأنبياء بني إسرائيل الكثر من يعقوب بن إسحاق، وولده يوسف، وكذلك الأسباط الذين هم من أنبياء بني إسرائيل، وكذلك موسى وهارون، ويحيى وزكريا، وسليمان، وداود، وأيوب، وقيل إدريس، وكان آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام الذي بُعث قبل نبينا صلى الله عليه وسلم، فيقول الله تعالى كما جاء فى سورة يوسف ” لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ”

 

الدكروري يكتب عن التمرد والعصيان ومخالفة الأنبياء


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة