قصائد شعرية وأدب

مُسـافِـرٌ في ظُّلُمـات الليل

مُسـافِـرٌ في ظُّلُمـات الليل

الشاعر _ د ناصر الدسوقي

مُسـافِـرٌ في ظُّلُمـات الليل

نُسافِـر فى ظُلُمـاتِ الليلِ بِلا مَسْلَكْ

نجـتاحُ سُهُـولًا إِمَّـا نجـاةً أو نهْـلَكْ

فالظُّـلمـةُ لا بِسَـوادِ الليـلِ الـحــالِكِ

بـل بِقُلُـوبٍ تَتَيبَّسُ مِن حُـبِّ تُوشِك

فسوادُ الليل يهُـوُنُ بِنجماتٍ تَهـدِى

أَمَّـا ظُلمتُنـا كادت بِقلُـوبٍ أَنْ تفتِك

قد ملأَ قلوبًا مَا عَكَّـرَ نَهْـرًا يجـرِى

ونَـوَايا الخَلْـقِ تُرَاوِدُ نَصْـبَ شَـرَكْ

فالحَـذَرُ لِمَـن يـأتـى عَـذْبَ حــدِيـثٍ

ولتجعَـلْ قلبَـكَ فى رُكْنٍ حَكِّـمْ عَقلَكْ

قد كُنَّا فى زمنٍ ماضٍ بِنَوايا الحُسْنِ

وليسَ الآنَ جميعُ الناسِ هُنا مِثلَك

قـد نَـسِــيَ الـبعـضُ الـوِدَّ لِأرحــامٍ

صِرنا كذِئابِ بالغابةِ ’ أُنظُر حـوْلَك

لا يُــوجــدُ بالغـــــــابــةِ دِرعٌ واقٍ

إِنْ حَـطَّـتْ عينـاهُ إليـكَ هَـمَّ وأَكَـلَكْ

بِصِـبَـانـا عُـلِّمْـنَــا فِـعْـــلَ الـخَـيـــرِ

لا تَرقُبْ بالخيـر لِرَدِّ أو مَن شَكَرَكْ

فـصحـيـحٌ مَن قـالَ الخـيـرُ كــزَرعٍ

إنْ لَمْ تَجـنـِيهِ فيَجنِـيهِ بَعـدَكَ أَهْـلَكْ

وإنْ راوَدَكَ الفِـكـرُ قليلًا بِمُضَـاهاةٍ

فَـتَــذَكَّـــر مـا قـــالـتْ يَـوْمَـًا أُمَّـــكْ

واِستَرجِعْ أيامَ الماضِى نَجلِسُ أَرْضًا

نُحدِقُ أَعيُنَنَا نستَمِعُ ويُوصِي جَدُّكْ

واللَّعِبُ سَوِيًّا بِنتَ الجَارِ بِصُحبَتِنـا

والآنَ صدِيقٌ يُمكِنُ أَنْ يفتِكَ أُختُكْ

والبعضُ جُحُودًا مَلأَ القلبَ ونُكرانًا

يُريدُ خلاصَكَ لوْ قُـوتَكَ يَوْمًا يَملِكْ

إِنْ غَــازَلَ عـقـلَكَ تـفـكِـيـرٌ يـومــًا

تهجُـرَ أَرضَكَ أوْ لِمبَادِئِ قد تَتـرُكْ

فـتـذكَّـرْ إِخـوَةَ يُـوسُـفَ ما فـعـلـوا

وتَـدَبَّـرْ بالآيـاتِ وقَصَصٍ مِن رَبِّكْ

من ديواني الرابع رقصات علي صفحة النهر 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة