الدكروري يكتب عن الدروس والعبر من القصص القرآني .
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الدروس والعبر من القصص القرآني .
يحاول المفكرون المسلمون، دائما في استخلاص الدروس والعبر من القصص الواردة في القرآن الكريم بالطبع، فإن قصص الأنبياء تظل أهم نوع من هذا القصص لأنها تناقش قصص الأنبياء، والذين هم أفضل البشر وأكثرهم كمالا ولذلك، فهم موضع القدوة والأسوة كما ذكر القرآن الكريم، وبالطبع، فقد أخذت قصة لوط عليه السلام حظها في هذا الشأن، ويعتقد المفكرون المسلمون أن قصة قوم لوط عليه السلام كما ذكرت في القرآن الكريم تكشف عن هدف خاص، وهو معالجة لون خاص من ألوان الانحراف عن الفطرة، وعن قضية ليس محورها الأصيل هو قضية الألوهية والتوحيد والذي كان مدار قصص الأنبياء الأخرى، ويذكر المفكرون كذلك أنه شاء الله أن يخلق البشر ذكرا وأنثى.
ومن ثم ركبهما وفق هذا الطبع وجعلهما صالحين مجهزين عضويا ونفسيا للالتقاء والتناسل، وبعد هذا يكون الالتقاء فيه لذة حقيقية ورغبة أصيلة، يعطي ذلك دافعا في مقابل المتاعب التي يلقيانها بعد ذلك في الذرية من حمل ووضع ورضاعة، ونفقة وتربية وكفالة، وكذلك تكون ضمانا لبقاءهما ملتصقين في أسرة تكفل الأطفال الناشئين الذين تطول فترة حضانتهم أكثر من أطفال الحيوان هذه هي سنة الله، والانحراف عنها إلى الشذوذ الجنسي عقوبته شديدة، بالضبط كما كان عقاب قوم لوط أشد من أي عقاب لحق بالأمم السابقة، ويعتقد المفكرون المسلمون أن في قصة لوط عليه السلام إشارة إلى فكرة إيجاد البدائل، فلابد من إيجاد بديل مشروع ليحل محل المنكر الممنوع.
فكما اقترح النبي لوط عليه السلام على قومه الزواج بدلا عما يفعلون، وإن من الأساسي في الدين الإسلامي وأخلاق الإسلام خلق إكرام الضيف، ويعتقد المفكرون المسلمون أن من إكرام المضيف الاهتمام بالضيف وحمايته من كل شيء يضايقه أو يؤذيه حتى لا ينال بسوء أو مكروه طالما وهو في ضيافته وحماه، وهذه الفائدة يمكن أخذها مما ذكره القرآن الكريم من استياء لوط بوصول الضيف، لا لأنه لا يكرم الضيوف، بل فقط لشعوره بعدم القدرة على حمايتهم من شر قومه، لقد ضاق بهم ذرعا لهذا الشعور بالعجز وعدم إتمام واجب الضيافة على أتم وجه، وهذه سنة النبيين والمرسلين، فنبي الله إبراهيم قد أكرم هؤلاء الأضياف ذاتهم وسارعهم بعجل سمين كما وضحت ذلك الآية القرآنية.
فإكرام الضيف في الإسلام هو خلق على قدر عظيم جدا من الأهمية بل هو علامة من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر كما في حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرت قصة نبى الله لوط في القرآن الكريم أساليب حوارية اتبعها النبي لوط عليه السلام لمحاولة التأثير على قومه واستمالتهم إلى الصواب، بالطبع، فقد باءت تلك المحاولات بالفشل كما ذكرت القصة القرآنية ذلك إلا أن المفكرون والعلماء المسلمون استخلصوا من ذلك أنه من سياسة الداعية، أوالذي يرغب في التأثير على الناس بشكل عام، أن يستخدم أسلوب الإثارة لكوامن الغرائز والخصائص النفسية والنخوات والأعراف القبلية.
الدكروري يكتب عن الدروس والعبر من القصص القرآني .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.