مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن دانيال والسبي البابلي

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن دانيال والسبي البابلي

روي أن النبى دانيال عندما كان دانيال شابا، اقتيد إلى السبي البابلي حيث تلقى تعليمه هناك، وأما عن الأسر البابلي أو النفي البابلي، فإن فكرة السبي البابلي لليهود قد ظلت مجالا للبحث والتمعن من قبل الباحثين اليهود وغيرهم حيث شكلت عقيدة الشتات جوهر الشخصية اليهودية عبر عصورها، وبالنسبة لشتات اليهود الأول بدأ بعد انقسام المملكة الموحدة بزعامة نبى الله سليمان عليه السلام إلى مملكتين، إحداهما الشمالية وعاصمتها السامرة والأخرى الجنوبية وعاصمتها أورشليم، وتروى المصادر التاريخية وجود صراع سياسي وعسكري كبير بين الإمبراطورية الآشورية والمصرية على مناطق النفوذ والسيطرة وكان محور النزاع بلاد الشام وخاصة فلسطين.

 

وفي تلك الأثناء ساند يهود المملكة الشمالية التي كانت اسمها مملكة إسرائيل الجانب المصري مما أثار حفيظة سنحاريب ملك آشور الذي صمم على إخضاع تلك المنطقة فقام بحملة على المملكة الشمالية فحطم هيكلها وشرد أهلها وأعمل القتل والسبي في أهلها، وأخذهم سبيا إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية، وبقيت المملكة الجنوبية يهوذا ردحا من الزمن وثم حاول الآشوريين اسقاط مملكة يهوذا أيضا بسبب عدم قبولهم دفع الجزية إلى ملك اشور ويقول الكتاب المقدس بعد ان شتم الملك سنحاريب اله مدينة أورشليم أرسل الله الملاك فقتل ثمانى مائه وخمسين الف من الجيش الاشوري فعادوا أدراجهم ولم يحاولوا إسقاط مملكة يهودية وبعد سقوط مملكة آشور تصارعت البابليون والمصريين.

 

لكن البابليين تمكنوا من هزيمة المصريين فتمكنوا من إخضاع تلك المنطقة بالكامل، فحاصر نبوخذ نصر مدينة أورشليم، ودمر هيكلها وسبى عددا كبيرا من اليهود، ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة وقد تمت العودة لليهود إلي أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الأمبراطورية البابلية الثانية على يد قورش الأكبر حاكم فارس في ذلك الوقت، والذي سمح لليهود بالعودة إلي أرض فلسطين مرة أخرى، ويعد بعض المؤرخين هذا بأنه وعد بلفور الأول وهو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود، وبعد ضعف الآشوريين ذهب البابليون من ناحية والمصريون من ناحية أخرى يتنازعون على سيادة أورشليم، وفي هذا الوقت أخذ نبي الله إرميا.

 

ينصح بني إسرائيل بالتوبة والعودة إلى الحق، فلم يعبؤوا به، فأخبرهم أن الله سيسلط عليهم أعداءهم البابليون وحذرهم من مقاومتهم، لأنهم لن يستطيعوا رد عذاب الله، فاتهمه بنو إسرائيل بأنه يمالئ البابليون، وبالفعل غزا البابليون الكلدانيين أورشليم واستطاعوا أن يستولوا عليها، فذاق أهلها الجوع والمرض، وقام ملك الكلداني نبوخذ نصر، بنهب المدينة ودك سورها ودمر الهيكل الذي بناه نبى الله سليمان عليه السلام، وسبى شعبها إلى بابل فيما يسمى بالسبي البابلي، فقتل منهم من قتل واستعبد من لم يقتل وهكذا سقطت مملكة يهوذا وأصبحت كلمة بابل هي العليا في أورشليم التي كان يسميها الآشوريين، أورو سالم، وأصبحت البلاد كلها مستعمرة بابلية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب معها باللغة الرسمية حتي جاء الغزو الفارسي.

 

الدكروري يكتب عن دانيال والسبي البابلي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة