قصائد شعرية وأدب

إيماءَةٌ حَيْرى بقلم _ كامل عبد الحسين الكعبي 

إيماءَةٌ حَيْرى

 بقلم _ كامل عبد الحسين الكعبي 

إيماءَةٌ حَيْرى

مِنْ أمامِ الشاطئ المبهمِ علىٰ رمالٍ متحركةٍ وأزمانٍ رثّةٍ يسيرُ حاملاً كُلّ جراحاتِ الطفولةِ المعذّبةِ وملء روحهِ الغرثى إشراقَةُ أملٍ مؤجّلٍ لفُتاتِ موائدَ ممدودةٍ أصابها النسيانُ وصبابةِ كؤوسٍ مترعةٍ فرّتْ من أفواهٍ ممتلِئَةٍ لا تعرفُ بلّةً للصادي ولا رشفةً للظمآن تلوحُ له بارقةُ ضوءٍ أسود ينادمُ ظلّ السواحلِ القصيّةِ يشعّ في عيونِ طفولتهِ الشابحةِ نحوَ السرابِ ، ضبابيّةُ الأقدارِ حملٌ مضاف علىٰ أقدامهِ التي أثقلَها الإملاقُ وعُصبَ برأسهِ الصغيرِ جريرةُ الشقاءِ ، كُلّ العيونِ عمياء إلاَّ عينه واجمة تكحّلتْ بترابِ هفيفِ المارّةِ وتبعتهُ تلكَ الحصواتُ تثيرُ الجمرَ فيفرّ دخانهُ يلاحقُ شواردَ أفكارهِ الضاجّة بكلِّ هذا الشتاتِ ، إلى أينَ يمضي !؟ والدروبُ تنكّرتْ والعناكبُ أسفرتْ ؛ أطيافُها تؤطِّرُ تقاويمَهُ الصامتةَ فكيفَ يُجاري عقاربَ الأيّام .

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

أحمد حمدي

نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading