الدكروري يكتب عن حدوث الأفكار والحضارات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن حدوث الأفكار والحضارات
إن الأفكار والحضارات حدثت بسبب تبادل أفكار الشعوب وليس نتيجة عامل تاريخي، وهذا الأمر هو تفسير لنشأة الحضارات في عقود قديمة كالحضارة الإسلامية التي انتشرت لثلاثة أو أربعة عقود، وكان العرب حينها جاهزين لتلقي أفكار كالفكرة الإسلامية لتخرجهم عما كانوا فيه من مآسي اجتماعية وغيرها، وكذلك فإن هناك الموارد الاقتصادية، حيث تعتبر الموارد الاقتصادية من أهم العوامل بعد الإنسان في نشأة الحضارات وقيامها، حيث أن بناء الحضارة يحتاج إلى أفكار والأفكار بحاجة إلى مبالغ كبيرة من الأموال، ولن تستطيع البلاد والشعوب النهوض بالحضارة إذا لم تتوفر لديهم الموارد الاقتصادية والمالية، حيث أن الموارد ضرورية لتوفير احتياجات الإنسان الأساسية.
فعند توفرها يكون الإنسان قادر على الإبداع والتفكير، وكذلك فكرة تلاقي الشعوب، حيث إن تلاقي الشعوب من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات بشكل كبير، حيث لا يمكن أن يبدأ شعب مسيرته دون الالتفات إلى الماضي والتعلم من الأخطاء التي قامت بها الأمم الأخرى في حضاراتها، ومن هنا فإن انغلاق الأمم والشعوب على نفسها سكون سدا منيعا أمام تطورها ونهضتها، وأبسط مثال على ذلك أنه لم يعد هناك حواجز طبيعية تمنع العالم من الاتصال ببعضه بوسائل الاتصالات، مما جعل العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة، وأيضا من عوامل بناء الحضارات هو الموقع الجغرافي للكرة الأرضية، حيث إن الموقع الجغرافي من العوامل المهمة أيضا في قيام الحضارات.
حيث يؤثر المناخ والأحوال الجوية في مكان معين على الحضارة، فعلى سبيل المثال يصعب بناء حضارة في مناطق لا يستطيع الإنسان العيش فيها بسبب برودتها أو حرارتها، فيجب أن يكون الموقع الجغرافي مناسب ومعتدل طبيعيا لبناء حضارة عظيمة، وكما تنشئ الحضارة عندما يسود الود والمحبة بين الناس، الذي يستودعة الله عز وجل في قلوب عباده، وأنزل الله فى سورة القصص” إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء” فسبحان ربى إن الله وحده هو الدى يملك هدايه التوفيق والتثبيت، فلم يملك النبى صلى الله عليه وسلم هداية التوفيق لعمه وإن بذل كل ما في وسعه من هداية الإرشاد والدلالة والبيان وهذا يضع أيدينا على الأمر الخطير والشيء المهم وهو أننا بحاجة في كل نفس.
إلى أن نضرع إلى الله تعالى أن يهدينا إلى سواء السبيل ويثبتنا على الصراط المستقيم، ومن هداه الله تعالى فى الدنيا إلى طاعته ووفقه إلى عبادته هداه فى الآخرة إلى جنته، وهذه الهداية هي الهداية في الآخرة وهي النوع الأخير من أنواع الهداية، فإن الهداية إلى الجنة والمنزل فيها وصدق الله إذ يقول، فى سوة محمد ” ويدخلهم الجنة عرفها لهم” فكل مؤمن يعرف منزله فينطلق إليه مباشرة دونما تعريف من أحد، وأما الكافرون، وأما الظالمون وأما المجرمون، وأما الخاسرون فيهديهم الله تعالى إلى دركات النار، فالمؤمنون والطائعون ينطلقون بهداية ربهم إلى الجنة، والكافرون العصاة المجرمون يهديهم ربهم إلى الجحيم.
الدكروري يكتب عن حدوث الأفكار والحضارات
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.