مقالات ووجهات نظر

الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف والأسباط

 

بقلم / محمـــد الدكـــروى

الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف والأسباط

روي أن الأسباط هم أخوة نبي الله يوسف عليه السلام، ولقد كان هدف الأسباط عليهم السلام، هو ما صنعوا بنبى الله يوسف عليه السلام وهو أن يبعدوا يوسف عن وجه أبيهم، ولم يقصدوا بيعه ولااسترقاقه، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وما صنعوه بيوسف يمكن أن يدخل في دائرة الخطأ في تقدير الأمور والعواقب، وهو من الأمور الجائزة في حق الأنبياء، وما أصاب نبى الله يوسف وأبيه من صنيعهم من باب الابتلاء الذي خص الله به الأنبياء والرسل فقال النبى صلى الله عليه وسلم “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل” وذلك لرفع درجتهم وإعلاء منزلتهم عند الله، وأن هذه المسألة من المسائل الخلافية، وعلى المرء أن يعتقد فيها إلى ما أداه إليه اجتهاده، ولا يثرب على الآخرين.

 

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة يوسف ” واعلم أنه لم يقم دليل على نبوة إخوة يوسف، وظاهر هذا السياق على خلاف ذلك، ومن الناس من يزعم أنه أوحي إليهم بعد ذلك، وفي هذا نظر، ويحتاج مدعي ذلك إلى دليل، ولم يذكروا سوى قوله تعالى”قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط” وهذا فيه احتمال، لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم الأسباط، كما يقال للعرب قبائل، وللعجم شعوب، يذكر الله تعالى أنه أوحى إلى الأنبياء من بني إسرائيل، فذكرهم إجمالا لأنهم كثيرون، ولكن كل سبط من نسل رجل من إخوة يوسف، ولم يقم دليل على أعيان هؤلاء أنهم أوحي إليهم، وقال ابن عطية المفسر رحمه الله في تفسير قوله تعالى”يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك”

 

فإن الآية تقتضي أن نبى الله يعقوب عليه السلام كان يحس من بنيه حسد يوسف وبغضته، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم، خوفا أن يشعل بذلك غل صدروهم، فيعملوا الحيلة في هلاكه، ومن هنا ومن فعلهم بيوسف الذي يأتي ذكره يظهر أنهم لم يكونوا أنبياء، وهذا يرده القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنيوي، وعن عقوق الأنبياء، وتعريض مؤمن للهلاك، والتوافر على قتله، وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله، وقد سئل عن إخوة يوسف هل كانوا أنبياء؟ الذي يدل عليه القرآن الكريم واللغة والاعتبار أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم، وإنما احتج من قال أنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء “والأسباط”

 

وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذريته، كما يقال فيهم أيضا “بنو إسرائيل” وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل، وقلنا بإن إسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام، وإنما يناديهم الله تعالى بأبيهم كأنه يقول لهم يا بني العبد الصالح المطيع لله، كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق، كما تقول يا بن الكريم، افعل كذا، يا بن الشُّجاع، بارز الأبطال، يا بن العالم، اطلب العلم ونحو ذلك، ومن ذلك أيضا قوله تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا”

 

الدكرورى يكتب عن نبي الله يوسف والأسباط


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة