وزارة الوحدة و فرط الإنسانية بقلم سامح الشيخ
بقلم سامح الشيخ
وزارة الوحدة و فرط الإنسانية
خلال العام الماضي وتحديدا في العاشر من سبتمبر حزمت حقائبى وتوجهت إلى مطار القاهرة الدولي للسفر إلى العاصمة الإيطالية روما فى رحلة البحث عن الذات واستكشاف الحضارة الرومانية رأيت الكثير من الأماكن التي شهدت ازدهار الحضارة الرومانية وسمعت الكثير من القصص والروايات منها الحقيقي ومنها المثير للدهشة والإعجاب .
ولهذا السبب أن شاء الله سوف أروى عليكم ما رأيته من خلال وجودى فى إيطاليا
وكنت شاهد عيان علية متمنياً من الله عز وجل أن يتقبل منا هذا لوجه الله تعالى لكى يستفيد منها الجميع وسوف نتناول هذه الرحلة على أجزاء متفرقة كما اتمنى من الله أن تنال إعجابكم و رضاكم
اليوم سوف أروى عليكم قصه حقيقيه مؤلمة يظهر بها الكثير من المعاني.
كنت شاهدا عيان على أحداث هذه القصة التي حدثت بالقرب من المنطقة التي اسكن فيها
عجوز إيطالية تدعى مارينيلا بيريتا عمرها 70 سنة اكتشفت جثتها في بيتها بعد سنتين من وفاتها عن طريق الصدفة
حيث حضرت الشرطة لمنزلها بعد الإبلاغ الجيران عن شجرة في حديقتها تكاد تسقط على منزلهم ..هذا الخبر لوحده يكفي لتلعن العصر الحديث دون توقف.
العجوز عاشت بمفردها لأكثر من 15 سنة دون أن يزورها أحد او يسأل عنها أحد ولم يرها الجيران منذ سنتين وعندما فكروا بالسؤال عنها قاموا بإبلاغ الشرطة !!
لتجد الشرطة جثتها متحللة بين أكوام القمامة ..حيث واضح انها عجزت عن تنظيف بيتها او حتى دخول الحمام لقضاء حاجتها او إعداد الطعام لنفسها حتى ماتت من الوحدة والجوع و المرض دون أن يعينها قريب او يرأف بحالها بعيد
عاشت وحيدة و ماتت وحيدة و دفنت وحيدة ..دون أن يبكها أحد و كأنها نزلت من السماء بلا احباب او اقارب او أبناء.
ولكم أن تتخيلوا أن أربعون بالمئة من الذين يتجاوزون سن الستين عاما يعيشون بمفردهم هذا وإيطاليا تعتبر من الدول الأوروبية المتوسطية التي ما تزال تقدر الأسرة
فلك أن تتخيل دول الشمال التي لا يختلف سكانها كثيراً عن السحالي من هذه الناحية غالبيتهم تمر عليهم عدة أيام دون أي تواصل مع أي إنسان وإذا حدث فسيكون مع البائع أو ساعي البريد ولولا أن البنك وشركة التأمين يسألون عنهم لكان مصير أغلبهم كمصير العجوز الإيطالية.
ومن أجل ذلك هناك وزارة خاصة بهم تسمى وزارة الوحدة وهذا أكيد من فرط الإنسانية
تحياتي واحترامي وتقديري
وزارة الوحدة و فرط الإنسانية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.