الدكروري يكتب عن النعمان وهجاء الأخطل للأنصار 

 

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن النعمان وهجاء الأخطل للأنصار

لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه عندما بلغ النعمان بن بشير هجاء الأخطل للأنصار، دخل على معاوية ونزع عمامته عن رأسه، وقال أترى لؤما؟ فقال معاوية، بل أرى كرما وخيرا، فما الذي جرى ؟ فقال له النعمان زعم الأخطل أن اللؤم تحت عمائم الأنصار، فقال معاوية مستفهما، أو فعل ذلك؟ فأكد له النعمان ذلك وقال نعم، فقال معاوية لك لسانه، وكتب معاوية فيه أن يُؤتي به إليه، فلما بلغ الأخطل طلب معاوية بإحضاره لاذ بيزيد، وسأل الرسول أن يدخله إلى يزيد أولا، فأدخله عليه، فقال له هذا الذي كنت أخاف، فطمأنه يزيد وقال له لا تخف شيئا، ودخل يزيد معه على معاوية فقال علام أرسلت إلى هذا الرجل الذي يمدحنا، ويرمي من وراء جمرتنا ؟ فقال معاوية إنه هجا الأنصار، لكن يزيد مارس الخداع والمكر وقال، ومن زعم ذلك ؟

 

فقال معاوية، النعمان بن بشير، فأراد يزيد تحقير النعمان ورد قوله وشكواه فقال لا تقبل قوله عليه، وهو المدعى لنفسه، ولكن تدعوه بالبينة، فإن أثبت شيئا أخذت به له، فدعاه معاوية بالبينة، فلم يأت بها، فترك معاوية الأخطل يرجع من حيث أتى، وراح الأخطل يفخر بدفاع يزيد عنه ويشمت بالنعمان ويسخر منه ويهينه في شعره ويمدح يزيد فبلغ غضب النعمان مبلغه، وذلك عندما رأى الأخطل يهجو الأنصار ويهجوه ويشمت به ويسخر منه في شعره، وعندما أذله يزيد وخذله معاوية, ولكنه قال أبيات فى ذلك لمعاوية، فلما سمع معاوية بهذه الأبيات جهد على إرضاء النعمان وأسكته بالأموال حتى رضي وكف عنه، وقد قيل أنه حينما هجا الأخطل الأنصار لم يكن اعتراض النعمان من أجلهم وانتصارا لهم، بل لأنه يعتبر نفسه منهم.

 

وعندما كشف عن رأسه وقال لمعاوية هل ترى من لؤم فهو بذلك قد جمع معنى الأنصار في نفسه, وهو الوحيد منهم مع صاحبه مسلمة بن مخلد، ولم يمتلك النعمان الشجاعة الكافية لكي يواجه يزيد ويقابله بالهجاء, بل أنه اكتفى بأنه يشكوه إلى أبيه معاوية، وكان النعمان يمد عنقه للخلافة ويطمع بها بعد معاوية بن أبى سفيان، وكان معاوية يعرف منه ذلك ولكنه لن يعدل ألف نعمان بيزيد فهو يريد تنصيب يزيد لا غيره ولا يريد أن يخسر من له أدنى صفة بالصحبة وخاصة من الأنصار الذين كانوا كلهم مع أمير المؤمنين سوى النعمان ومسلمة بن مخلد, وهو لا يريد أن يفقد صحبة النعمان ومسلمة ولا أن يغضبهما، فهما ورقتاه الوحيدتان من الأنصار، وكان معاوية يعرف إن النفور قد استحال إلى كره وحقد بين النعمان.

 

وابنه يزيد منذ حادثة الأخطل, فأراد أن يبعد النعمان عن الشام ولو إلى أن يستقيم الأمر ليزيد فولاه على الكوفة فلما مات معاوية وتقلد يزيد الخلافة لم يعد النعمان يفكر بأمر الكوفة بقدر تفكيره بأمر الشام، وإن هذه الحوادث تفسر تغافل النعمان بن بشير عن حركة سفير الحسين بن على، وهو ابن عمه مسلم بن عقيل رضى الله عنهما، وتجاهله لها لما قدم الحسين بن على رضى الله عنه، إلى الكوفة حيث لم يعارضها أو يعاديها وفي نفس الوقت لم يؤيدها ولم يكن ذلك بسبب تسامحه وتساهله تجاه قيادات الحركة أو تعاطفا، وقيل أنه عرف بعدائه للإمام علي بن أبى طالب وآل الإمام علي بن أبى طالب، بل لنفوره وكرهه ليزيد الذي أشرنا إليه بسبب الأخطل, ثم أن النعمان لم يكن واثقا من نتائج الثورة وكذلك من الأحداث السياسية المتأزمة منذ تولى يزيد الخلافة.

 

 

الدكروري يكتب عن النعمان وهجاء الأخطل للأنصار

 1,206 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

قصه بطل من أبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان

قصه بطل من أبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان كتب إيهاب العباسى حوار جريدة المساء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: