مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن زينب تعود إلي زوجها

 

بقلم / محمــــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن زينب تعود إلي زوجها

لقد أقام أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب بنت النبي صلي الله عليه وسلم في مكة بعد فراق زوجته زمنا، حتى إذا كان قبيل الفتح بقليل، خرج إلى الشام في تجارة له، فلما قفل راجعا إلى مكة ومعه بعيره التي بلغت مئة بعير، ورجاله الذين نيفوا على مئة وسبعين رجلا، برزت له سرية من سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم، قريبا من المدينة، فأخذت العير وأسرت الرجال، ولكن أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به، فلما أرخى الليل سدوله واستتر أبو العاص بجنح الظلام، ودخل المدينة خائفا يترقب، ومضى حتى وصل إلى زينب، واستجار بها فأجارته، و لما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم، لصلاة الفجر، واستوى قائما في المحراب، وكبر للإحرام وكبر الناس بتكبيره، صرخت زينب من صفة النساء.

 

وقالت “أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، وقد أجرت أبا العاص فأجيروه، فلما سلم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من الصلاة، التفت إلى الناس وقال” هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم يا رسول الله، فقال ” والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، وإنه يجير من المسلمين أدناهم ” ثم انصرف إلى بيته ” وقال النبى صلى الله عليه وسلم، لابنته زينب ” أكرمي مثوى أبي العاص، واعلمي أنك لا تحلين له ” ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير وأسرت الرجال وقال لهم ” إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، كان ما نحب، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، وأنتم به أحق” فقالوا “بل نرد عليه ماله يا رسول الله” فلما جاء لأخذه قالوا له.

 

“يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره، فهل لك أن تسلم، ونحن ننزل لك عن هذا المال كله فتنعم بما معك من أموال أهل مكة وتبقى معنا في المدينة؟ فقال “بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرة ” ومضى أبو العاص بالعير وما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ قالوا “لا وجزاك الله عنا خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما” قال “أما وإني قد وفيت لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والله ما منعني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم، وفرغت ذمتي منها أسلمت ” ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فأكرم وفادته ورد إليه زوجته، وكان يقول عنه “حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي” وتوفي أبو العاص بن الربيع فى السنة الثانيه عشر للهجره، أى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بسنة واحدة.

 

الدكروري يكتب عن زينب تعود إلي زوجها


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة