مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن بنت الأرقم المخزومية

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن بنت الأرقم المخزومية

روي عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها أنها ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوب فسلمت فقال “من هذه؟” قلت أم هانئ فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات في ثوب ملتحفا به، وعن أم هانئ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين، وعن أم هانئ قال لها النبي صلى الله عليه وسلم “اتخذي غنما يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير” وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى فضل قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم، ولا يعطيها أحدا بعدهم، فيهم النبوة وفيهم الحجابة وفيهم السقاية، ونصرهم على الفيل، وهم لا يعبدون إلا الله، وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم.

 

ونزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم ” لإيلاف قريش” وقد ارتبط اسم هذه السيدة الجليلة بحادثة عظيمة في تاريخ المسلمين ألا وهي حادثة الإسراء والمعراج فقد أشارت كل المصادر والتفاسير التي تحدثت عن ليلة الإسراء والمعراج إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم، قد أسري به إلى المسجد الأقصى من بيتها، وعندما رجع صلى الله عليه وسلم، من الطائف بعد دعوته قبيلة ثقيف إلى الإسلام فلم يرى منهم ما يبشّر بخير عاد حزينا إلى مكة ولما دخلها زار ابنة عمه فاختة وبات عندها، فكانت حادثة الإسراء والمعراج في تلك الليلة من بيتها وما ذكر الإسراء والمعراج إلا وذكر معه اسم أم هانئ، وأما عن بنت الأرقم المخزومية، فهي صحابيه من صحابة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ومعنى كلمة صحابى فهو مصطلح إسلامي يقصد به حملة رسالة الإسلام الأولين، وأنصار النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والمدافعين عنه، والذين صحبوه وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك، والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة، وقد رافق الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قام الصحابة بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين، وتفرق الصحابة في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول، وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.

 

والسيده آمنة بنت الأرقم المخزومية الصحابية الجليلة، وكان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، يجتمع فى بيتها بالمؤمنين فى أوائل الدعوة إلى الأسلام، وكانت هى من أوائل من آمنوا بالإسلام، وكانت من عاصروا فجر الدعوة إلى الإسلام والهجرة إلى المدينة، وهى صاحبة البئر، وتعد من نساء الإسلام الأوائل اللاتي آمن وهاجرن مع بزوغ الدعوة وقد كان يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين في مرحلة الدعوة السرية في بيت أبيها على الصفا، فكانت آمنة ممن عاصر فجر الدعوة وتابع فصولها، عندما هاجر المسلمون إلى المدينة، كانت آمنة في أول من هاجر، ولأنها من أوائل المسلمات ومن زمرة المهاجرات وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بئرا في المدينة ودعا لها فيها بالبركة، فكانت هذه البئر تدعى باسمها فيقال لها بئر آمنة.

 

 

الدكروري يكتب عن بنت الأرقم المخزومية


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة