الدكروري يكتب عن حكاية راحيل مع اليهود
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن حكاية راحيل مع اليهود
إن السيدة راحيل بنت لابان زوجة نبي الله يعقوب عليه السلام وأم النبي الكريم يوسف الصديق ترتبط بها حكاية عند اليهود حيث تقول إنه عندما قرر يعقوب العودة إلى وطنه الأول فلسطين قامت راحيل بأخذ بعض التماثيل الذهبية التى كانت ملكا لأبيها لابان لأنه لم يكن قد أعطاها ورثها عن أمها دون أن تخبر أحدا، وخبأتها وقد لاحقهم لابان وعندما سمع يعقوب التهمة الموجهة إليه بالسرقة دعا على من أخذ التماثيل بالموت، وكانت راحيل فى مرحلة الولادة فتعذبت كثيرا ثم أسلمت روحها لله، وتركت يوسف وبنيامين اللذين أحبهما والدهما حبا شديدا نابعا من حبه لوالدتهما، ودفنها يعقوب بنفسه فى منطقة الخليل فى فلسطين وكتب على يعقوب أن يعيش محروما من المرأة التى أحبها وبعدها من أحب أولاده له.
وقيل أنه عندما كان يعقوب بن إسحاق عليهما السلام أحب إلى أمه رفقة بنت بتوئيل من أخيه العيص فرتبت له أمه دعوة صالحة من أبيه إسحاق كان قد نودي بها لابنه العيص، ولما كانت الدعوة من نصيب يعقوب عليه السلام خشيت أمه عليه من أخيه العيص أن يقتله فأوصته باللحاق بخاله لابان بن ناهر والإقامة معه في بلدته فدان آرام بالعراق، وانطلق يعقوب إلى خاله مزودا بنصيحة من أبيه أن يتزوج من بنات خاله ولا يتزوج من بنات كنعان، وكان خاله لديه ابنتان، ليا وهي الابنة الكبرى، وراحيل الابنة الصغرى التي فاقت أختها جمالا ونقاء وذكاء، وكانتا في سن الزواج، وقيل أن نبى الله يعقوب ظل يخدم خاله سبع سنوات أخرى يرعى الغنم ويكد ويتعب لكي يتزوج راحيل، وفي خلالها ولد ليعقوب بضعة أولاد من زوجته ليا.
لكنه كان مصرا على الزواج بمن أحبها، وخفق قلبه لها حتى وصل إلى مبتغاه وتزوج راحيل، وكانت راحيل عاقرا لا تحمل، فدعا يعقوب ربه أن يهب له غلاما من راحيل وما كان من السيدة راحيل إلا أن توجهت هي أيضا إلى الله تسأله الولد الصالح، حتى استجاب لهما الله ووهبهما سيدنا يوسف عليه السلام، طفلا جميلا أشبه بجدته السيدة سارة زوجة الخليل إبراهيم عليه السلام، وغلاما شريفا، لهذا كان أقرب أبناء يعقوب إلى قلبه، وحينما وضعت راحيل ابنها الأول يوسف عليه السلام وكان يعقوب غائبا نحو الشام فنزل عليه جبريل وقال يا يعقوب إن الله تعالى وهبك ولدا لم يرزق مثله أحدا من الناس، فذبح ألف رأس من الغنم قربانا لله وشكرا على هبة يوسف له وقام بتوزيعها على الفقراء والمساكين.
وقيل إن بعضا من مظاهر السعادة التي كان يحس بها نبى الله يعقوب سرعان ما اختفت ملامحها على وجهه، ذلك لأنه كان يعلم عن إخوة يوسف كراهيتهم له، وحقدهم عليه، لما يستأثر به هو وأخوه بنيامين من عطف أبيهما دونهم، وكثيرا ما حاولوا أن يصرفوا أباهم عن هذا الأمر، لكن قلبه لم يطاوعه، لأن راحيل أمهما كانت أقرب وأحب زوجاته إليه، وإذا كان الله قد شاء أن تنتهي حياتها، وهي تضع ولدها بنيامين، فقد كان على يعقوب أن يكون لابنيها الأب والأم معا، فإنه لا يستطيع أن يمسك قلبه عن هذا الحب، فإحساس القلوب لا يملكه أحد.
الدكروري يكتب عن حكاية راحيل مع اليهود
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.