مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن امرأة في جيدها حبل من مسد

 

بقلم / محمــــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن امرأة في جيدها حبل من مسد

لقد كانت السيده خديجة رضي الله عنها تعرف الصفات التي جبلت عليها أم جميل زوجة أبي لهب حماة بنتيها رقية وأم كلثوم، وكما كان كل من في قريش كان يعرف غلظة أخلاقها وقسوة قلبها وسوء طبعها وحدة لسانها وغيرتها وحسدها وصلفها وطيشها، كل هذه الصفات وأكثر منها كانت موجودة في أم جميل، أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس، وكان زوجها أبو لهب رغم قوته وجبروته ينساق ورائها مسلوب النخوة وفاقد المروءة والإرادة، وأم جميل أروى بنت حرب بن أمية، كانت من أشراف قريش، ولكن لم يُغني عنها شرفها، لكونها شاركت زوجها في العداء والإثم والبقاء على الكفر ومعنى كونها حمالة الحطب، فقالوا أنها تحمل الحطب الذي فيه الشوك، وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم.

 

من أجل أن تؤذيه صلى الله عليه وسلم، ولقد توعدها الله سبحانه وتعالى بالنار، فقال تعالى ” في جيدها حبل من مسد” والجيد هو العنق، والحبل معروف، والمسد هو الليف، ويعني أنها متقلده حبلا من الليف تخرج به إلى الصحراء، لتربط به الحطب الذي تأتي به لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وقال سعيد بن المسيب، كانت لها قلادة فاخرة، فقالت لأنفقنها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار، فكانت أم جميل امرأة سليطة تبسط لسانها في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطيل عليه الافتراء والدس، وتؤجج نار الفتنة، وتثير حربا شعواء شرسة على النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهت نور الإسلام، فراحت تعمل على إيذاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بكل صور الإيذاء.

 

هذه المرأة كانت عونا لزوجها على كفره وجحوده، وقصة أم جميل هو الواقع الذي نعيشه فى هذه الأيام، فكم امرأة في دنيا اليوم تخلقت بأخلاق زوجة أبي لهب ؟ وكم حمالة حطب تحطب الكلام؟ وكم من امرأة كانت سببا في تفريق الأسر؟ وكم امرأة كانت سببا في تدمير عائلة بأكملها ؟ وكم من أم كانت سببا في خراب بيت ولدها وطلاق زوجته ؟ وإذا كانت هذه القرشية الشريفة أم جميل رفضت الإسلام وماتت علي الشرك والكفر، فإن هناك من النساء القرشيات الشريفات قبلن الإسلام وعاشوا وماتوا عليه، ومنهن هي السيدة القرشية الشريفة، رملة بنت شيبة بن الربيعة، وقد أسلمت السيده رمله بنت شيبة وهاجرت إلى المدينة مع زوجها عثمان بن عفان، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

 

ومن السابقين إلى الإسلام، وهو يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات النبى صلى الله عليه وسلم، حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم، وكان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدا، ولما أسلمت عيرتها ابنة عمها هند بنت عتبة بن ربيعة بدخولها الإسلام، لأن المسلمين قتلوا أباها شيبة بن ربيعة في غزوة بدر، وقد أنجبت رملة بنت شيبة لعثمان بن عفان ثلاث بنات وهن عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان.

 

 

الدكروري يكتب عن امرأة في جيدها حبل من مسد


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة