مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن الأسباط العشرة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الأسباط العشرة

لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه قد سكن الأسباط العشرة أحفاد نبى الله يعقوب عليه السلام في المنطقة الجنوبية، وسموا بالأسباط المفقودة أو الأسباط الضائعة، في حين سكن الأسباط أبناء نبى الله يوسف في المنطقة الشمالية، كانت تطلق كلمة السبط على اليد اليمنى، وكلمة الحفيد على اليد اليمنى عند العلماء اليد اليمنى هي اليد التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية أكثر من اليسرى، كما أن الجد يعتمد على أبنائه وأبناء أبنائه أكثر من أبناء بناته لذا تم الربط لغة بين اليد اليمنى والحفيد واليد اليسرى والسبط ويروي لنا التاريخ بوجود باب في القدس، يطلق عليه اسم باب الأسباط، حيث يقع باب الأسباط في الحائط الشرقي للقدس إذ يعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ومع مرور الزمن أطلقت على باب الأسباط أسماء أخري.

 

مثل باب القديس اسطيفان، وباب الأسود، وذلك لوجود تمثالين لأسدين موضوعين على جانبي المدخل، وقد تكرر ذكر كلمة الأسباط فى القرآن الكريم ملحقة بذكر نبى الله يعقوب، واختلف المفسرون فى معنى الكلمة، ومضمونها اللغوى، ومصداقها الخارجى، وموقع أشخاصها من حيث القداسة الرسالية، وربما يكون سبب ذكر هؤلاء بعد ذكر يعقوب وآبائه، أن لهم صلة انتساب وقرابة له، كما أن ذكرهم مع الأنبياء قد يدفع إلى اعتبارهم أنبياء، ولكن هناك من نفى أن يكونوا أولاد يعقوب، فقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن الأسباط بنو يعقوب اثنا عشر رجلا، وكل واحد منهم ولد أمة من الناس، وجاء السبط فى بنى إسرائيل كالقبيلة فى العرب، والسبط الحافد الحفيد.

 

وكان الحسن والحسين سبطى رسول الله، والأسباط حفدة يعقوب وذرارى أبنائه الاثنى عشر، ويدل ذلك على أن المقصود بكلمة الأسباط هو الامتداد النسبى لأولاد يعقوب، الذين يمثلون مجتمعا متعددا بتعدد الآباء، ولكن ذلك لا ينطبق على نبى الله يعقوب عليه السلام، الذى هو الأب لهم وليس فرعا والأسباط جمع سبط، كأحمال وحمل، وهم أولاد إسرائيل وهو اسم يعقوب وقيل هم فى أولاد إسحاق كالقبائل فى أولاد إسماعيل، مأخوذ من السبط، وهو شجرة كثيرة الأغصان، فكأنهم سموا بذلك لكثرتهم، وقيل من السبوطة، وهى الاسترسال، وقيل إنه مقلوب البسط، وقيل إن الحسنين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم لانتشار ذريتيهما، وقيل لكل ابن بنت سبط، وهذا هو المشهور فى الاستعمال العرفى.

 

وكذا قيل له حفيد أيضا، وقد جاء فى المفردات للراغب الأصفهانى، والسبط ولد الولد، كأنه امتداد لفروع، ويعقوب والأسباط، أى قبائل كل قبيلة من نسل رجل أسباطا أمما واختلف الناس فى الأسباط أولاد نبى الله يعقوب، هل كانوا كلهم أنبياء أم لا؟ والذى صح عندى كما يتحدث الأصفهانى وهو الثانى، وهو المروى عن جعفر الصادق رضى الله عنه، وإليه ذهب السيوطى وألف فيه، لأن ما وقع منهم مع نبى الله يوسف عليه السلام ينافى النبوة قطعا، وكونه قبل البلوغ غير مسلم، لأن فيه أفعالا لا يقدر عليها إلا البالغون، وعلى تقدير التسليم، لا يجدى نفعا على ما هو القول الصحيح فى شأن الأنبياء، وكم كبيرة تضمن ذلك الفعل، وليس فى القرآن الكريم ما يدل على نبوتهم.

 

 

الدكروري يكتب عن الأسباط العشرة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة