الدكروري يكتب عن خروج يهود بني النضير من المدينة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن خروج يهود بني النضير من المدينة
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه بعد أن خرج يهود بني النضير من المدينة إلى خيبر، علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم الذي حاصرهم بجيشة حتي استسلموا له صلي الله عليه وسلم وقام بطردهم من المدينة وخرجوا وهم يحملون معهم أحقادهم على المسلمين، فما أن استقروا بخيبر حتى أخذوا يرسمون الخطط للانتقام من المسلمين، فاتفقت كلمتهم على التوجه إلى القبائل العربية المختلفة لتحريضها على حرب المسلمين، وعندما عرف المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الهجوم من قبل الأحزاب المتجمعة من القبائل العربية المختلفة، استشار رسول الله صلي الله عليه وسلم الصحابة الكرام في الامر، فأشار عليه صحابي جليل، هو الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه.
بأن يحفر خندقا حول المدينة المنورة، كما كان يفعل أهل فارس، فكما هو معروف إن سلمان الفارسي من بلاد فارس جاء إلى بلاد العرب وأسلم وأصبح من خيرة الصحابة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، الصحابة حفر الخندق حول المدينة المنورة استعدادا لملاقاة الأحزاب الذين بلغ عددهم عشرة آلاف مقاتل ولم يكن عند المسلمين القدرة على مواجهة جيش بهذا العدد، فكان ما كان، وحفر المسلمون الخندق في وقت قياسي بعد أن بذلوا كل جهدهم، فحفروه في ستة أيام فقط، وانتظروا خلفه محتمين به، وقاموا أيضا بعقد صلح مع يهود بني قريظة لحماية ظهورهم، وفي الفترة التي خرج فيها يهود بني النضير إلى خيبر، كانوا لم يزالوا يكنون الحقد والبغض على المسلمين.
ويتحيّنون الفرص للانتقام منهم شر انتقام، فما لبثوا أن استقروا في خيبر حتى بدؤوا يخططون للانتقام، فقاموا بمقابلة زعماء القبائل العربية وحرضوهم على قتال المسلمين، فبعثوا منهم وفدا إلى قريش ليحرضوهم على غزو المدينة، ووعدوهم بالقتال والموالاة حلفاء جنبا إلى جنب، فوافقت قريش لأنها أرادت أن تعيد مكانتها أمام العرب، ووافقت قبيلة غطفان أيضا أن تقاتل معهم، واستجاب لدعوات الوفد عدد من القبائل العربية أيضا، وبذلك نجح يهود بني النضير بتجميع عدد من القبائل في جيش واحد لمحاربة المسلمين في المدينة المنورة، فوافقت قريش بقوة وأعدت الجيوش والعتاد والخيول راغبة بفك الحصار الاقتصادي الذي قام به المسلمون على قريش بعد أن هاجموا طريق قوافلها إلى الشام.
وأما غطفان فقد وافقت وعقدت اتفاقا مع يهود بني النضير، وهو أن تدفع قبيلة غطفان جيشا كامل العتاد قوامه ستة آلاف مقاتل، ويهود بني النضير مقابل هذا الجيش تمر خيبر لمدة عام كامل وكان ما خطط له يهود بني النضير، وخرجت الجيوش من الجنوب، وهي جيوش قريش وكنانة وكان قوامها أربعة آلاف مقاتل بقيادة صخر بن حرب أبي سفيان، واتجهت جيوش قبائل غطفان وبنو مرة وبنو أسد، وتجمعوا حول المدينة وتحزبوا في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، أربعة آلاف من قريش وحلفائها، وستة آلاف من غطفان وحلفائها.
الدكروري يكتب عن خروج يهود بني النضير من المدينة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.