الدكروري يكتب عن فضل زينب علي أمهات المؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن فضل زينب علي أمهات المؤمنين
لقد كانت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش بنت عمة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وزوجتة، رضي الله عنها، تفتخر على بقية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول لهن، زوجكن آباؤكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات، وما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أولم على السيدة زينب بنت جحش، وقد أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه، وكانت الحكمة من زواج السيدة زينب بنت جحش، من النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما روى عن علي بن الحسين، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم، خُلق زينب.
وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، على جهة الأدب والوصية ” اتقى الله في قولك، وأمسك عليك زوجك ” وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يُرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له، بأن قال صلى الله عليه وسلم ” أمسك ” مع علمه بأنه يطلق، وأعلمه أن الله أحق بالخشية، أي في كل حال، والمراد بقوله تعالى “وتخشى الناس” إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه.
ولقد كانت السيده زينب رضي الله عنها، تحتل من المكانة العالية، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جعل أم المؤمنين السيده عائشة رضي الله عنها تعترف بذلك، فكانت تقول عنها رضي الله عنهما ” كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أرى امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله عز وجل ” وقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنها أوَّاهة، فقال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه “إن زينب بنت جحش أواهه ” فقال رجل يا رسول الله، ما الأواه؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” هو الخاشع المتضرع ”
وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى من سورة هود “إن إبراهيم لحليم أواه منيب” وقد اشتركت السيده زينب رضي الله عنها، مع النبي صلى الله عليه وسلم، في غزوة الطائف بعد حنين، وغزوة خيبر، ثم حجة الوداع، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قد ظلت السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، محافظة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لازمة بيتها ففي حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لزوجاته رضوان الله تعالى عليهن ” هذه ثم ظهور الحصر ” فكن كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة، وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابَّة بعد أن سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
الدكروري يكتب عن فضل زينب علي أمهات المؤمنين
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.