الدكروري يكتب عن أستاذ النحو والعلوم العربية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن أستاذ النحو والعلوم العربية
لقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه كان أول ما وضع أبو الأسود الدؤلي ملك النحو أبواب الفاعل والمفعول والمضاف، وحروف الرفع والنصب والجر والجزم، وقد أخذ علم النحو والعربية، وقراءة القرآن عن أبي الأسود عدد من الرجال ودرسوا على يديه النحو وعلوم العربية، وقراءة القرآن ومن أبرزهم، هو نصر بن عاصم الليثي الكناني، ورامي الأسدي، ويحيى بن يعمر العدواني، وابنه أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي الكناني، وسعد بن شداد الكوفي المعروف باسم سعد الرابية، وميمون بن الأقرن، وعنبسة بن معدان الفيل المهري، وعمر بن عبد الله مولى عفيرة وقد قيل أن لأبي الأسود أنه كان من الشعراء المجيدين وله قصائد عديدة جمعت له في عدد من المؤلفات، وكان له صديق يقال له الجارود سالم بن سلمة بن نوفل الهذلي.
وكانا يتجاوبان الشعر فكان مما قاله أبو الأسود للجارود من الشعر، أبلغ أبا الجارود عني رسالة يروح بها الماشي لقاءك أو يغدو فيخبرنا ما بال صرمك بعدما رضيت وما غيرت من خلق بعدُ أإن نلت خيرا سرني أن تناله تنكرت حتى قلت ذو لبدة ورد، وقيل أنه قائل البيت، لا تنه عن خلق وتأت بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم، وقد روي أن الإمام علي بن أبي طالب أراده ليكون المفاوض عنه في حادثة التحكيم بعد وقعة صفين فأبى الناس عليه، وروي أن أبا الأسود الدؤلي دخل على معاوية بالنخيلة فقال له معاوية “أكنت ذكرت للحكومة ” والحكومة هنا بمعنى الحُكم بين الفريقين المتخاصمين، فقال الدؤلي له نعم، فقال فما كنت صانعا؟ فقال له كنت أجمع ألفا من المهاجرين وأبنائهم وألفا من الأنصار وأبنائهم.
ثم أقول يا معشر من حضر أرجل من المهاجرين أحق أم رجل من الطلقاء، فضحك معاوية ثم قال، إذا والله ما اختلف عليك اثنان، وقصد معاوية هنا أن حُجة أبا الأسود مقنعه ولكان الناس رضوا بحكم أبا الأسود بأن عليا أحق بالخلافة، وقد قسّم المتقدمون علماء النحو في المدن ومدارسها النحوية إلى طبقات، فقد قسم علماء البصرة إلى عشر طبقات مثلا جاء أبو الأسود الدؤلى في الطبقة الأولى منها، بل كان على رأس هذه الطبقة بالنسبة لمعاصريه، فأخذوا عنه، وتعلموا منه المسائل النحوية، ومن التلاميذ الذين أخذوا عنه، واستهدوا بما وضع هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ويعد عبد الرحمن بن هرمز هو أول ناقل لعلم النحو إلى المدينة، كما كان أعلم النحاة في وقته آنذاك، وكذلك عطاء بن أبي الأسود.
حيث قام عطاء بن أبي الأسود بتبسيط النحو، وتعيين أبوابه ومقاييسه، ويحيى بن يعمر، حيث قام بن يعمر بتعيين الأبواب النحوية وتبسيط النحو كذلك، وأيضا عنبسة بن معدان، وقيل في عنبسة إنه أكثر أصحاب أبي الأسود براعة، وميمون الأقرن، وكان أبو عبيدة يرى تقديم ميمون على عنبسة، وتصر بن عاصم، وقد نُسب لابن عاصم أول النحو، وقيل فيه أنه أنبل من تتلمذ على يد أبو الأسود الدؤلى، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وقد كتب الحضرمي في دلالات الهمز.
الدكروري يكتب عن أستاذ النحو والعلوم العربية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.