مقال في حدوته عمر ضايع يحسبوه ازاى عليا ؟!

بقلم/ هشام سطوحى

فى أجواء احتفالية تجتمع الأسرة منتظرة الأب للاحتفال بعيد ميلاده .. لحظات ويدخل الأب بابتسامة امتنان وتقدير ينظر لهم ويشكرهم على هذه المفاجأة الجميلة .. ثم يطفئ أحد أفراد الأسرة الأنوار ويبدأون في غناء الأغانى المخصصة لهذه المناسبه .. يقترب الأب والإبتسامة تملأ وجهه ليطفئ الشمعة الموجودة في منتصف التورتة .. ونراه وقد صُدم عندما رأي الرقم لقد أصبح في عمر الخمسين وتبدلت ملامح وجهه لرجل مسن .. كأن في هذه اللحظة أُعطيتْ إشارة لكل أعضاء الجسم على التقدم بالعمر .
ومن هذا اليوم تغير أسلوب ونمط حياة الأب وأصبح يعيش وكأنه رجل مسن .. ولم يمر عليه يوم إلا وأحس بوجع ما في أحد أعضاء جسده .. حتى حواسه أصبحت لا تعمل بشكل مثالى .
تمر الأيام وهو يعيش حالة التقدم بالعمر .. حتى يأتي يوم وكان يجلس على أحد المقاهي ونسمع في الخلفية عبر الراديو أغنية أم كلثوم انت عمري .. لم يمر وقت طويل ويدخل عليه أحد أصدقائه رجل تخطى الستين عام ولكن في قمة الأناقة واللياقة والحماس .. ليجد بطلنا على حالته التى أعتاد عليها مؤخرا .
يجلس بجواره ويحاول أن يستكشف ما السبب في الحالة التى اصبح يعيشها .
بنبرة يغلفها اليأس يخبره أنه تفاجأ أن عمره تخطى الخمسين.
وهنا قاطعه صديقه ليخبره .. من اخبرك أن هذا عمرك الحقيقي ؟! .. ياصديقي نحن نقوم بحساب عمرنا خطأ .. اليوم مدته ٢٤ ساعه وهل نعيش هذه الساعات كاملة ؟! .. بالطبع لا ،لأن كل إنسان طبيعى ينام حوالى ٨ ساعات يومياً .. بمعنى أن ثلث عمرنا ضاع ونحن نائمين لماذا نحسبه من عمرنا ؟!.
لقد أتينا إلى هذه الحياة كى نعمرها ونتعلم ونعلم ونعمل…الخ .. هل ونحن نائمين نفعل أى شىء ؟! بالطبع لا ..لماذا إذا نحسبه من عمرنا ؟ .. يجب أن تقنع نفسك أن عمرك مضاف عليه عمر زائد عليك.
أن التواريخ والارقام اخترعت لكى تدون أحداث بأزمنه محددة .. ممكن هذه الأحداث تكون حدثت ونحن نائمين فلماذا تحتسب من عمرنا ونحن في الأصل كنا أشباه أموات.
وفي هذه لحظة نسمع من عبر الراديو أم كلثوم وهى تغنى (عمر ضايع يحسبوه إزاى عليا) .. وكأن كلامها يؤكد نظرية صديقه.
وفعلا اقتنع وبدأ يمارس حياته بحماس ولياقة شاب في أوائل الثلاثينات بعد خصم ثلث عمره .. وكأنه أعطى إشارة إلى عقله الذي بدوره أرسل الى جميع اعضاء جسده وحواسه العمر الصحيح .. وبدأ كل شيء يعمل بكفاءة عالية ربما أكثر من السابق.
وفي النهاية أحب أن أعترف أننى شخصياً مقتنع بنظرية احتساب العمر .. كيف أُحاسب على وقت لم أكن موجود فيه ؟؟؟! .
نصيحة للجميع اقتنع و احسب عمرك بطريقة صحيحة وسوف ترى تأثيره عليك.

 2,069 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

قصه بطل من أبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان

قصه بطل من أبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان كتب إيهاب العباسى حوار جريدة المساء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: