مقالات ووجهات نظر

يوم الشهيد.. علامة مضيئة فى تاريخ مجيد

يوم الشهيد.. علامة مضيئة فى تاريخ مجيد

يوم الشهيد.. علامة مضيئة فى تاريخ مجيد

بقلم … حنان ممدوح الطيب

تحتفل الدولة المصرية فى التاسع من مارس كل عام بيوم الشهيد ، ويوم الشهيد يمثل مناسبة متجددة لتكريم الشهداء والإحتفاء بذويهم وتقديم الدعم المناسب لهم مع الإعتراف بضئالة ما يقدم لهم أمام فقد شهيدهم .

فيوم الشهيد مناسبة متجددة كما ذكرت وليس يوم للذكرى ، فالذكرى تكون لحدث معين حدث فى زمان ومكان محدد وإنتهى الحدث ولكن بقى أثره مشرّفاً يستحق تذكره والإحتفال به كل عام ليبقى فى ذاكرة الأمة تتوارثه الأجيال .

ولأننا أمة وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأننا فى رباطٍ إلى يوم الدين ، كانت الشهادة ثمناً غالياً وقدراً مقدورا ًليتحقق ذلك الرباط ، وصارت الشهادة على أرضنا حدثاً دائماً لا ينقطع حتى قيام الساعة. ودام إتصال أرضنا بالسماء بإتصال قبسات أنوار أرواح شهدائنا بأنوار السماء وتقدست الأرض بدماء الشهداء وتنزلت عليها من السماء الرحمات بما يتناسب مع إحتفاءها بمنزلة الشهداء .

أما فى الأرض فكان التفكير فى تخصيص يوم يتناسب ومقام الشهداء، فتم إختيار يوم إستشهاد من لقبه الروس بالجنرال الذهبى الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة والذى كان إستشهاده أثناء قيادته لمعركة فى الخطوط الأمامية للجبهة غرب قناة السويس رمزاً للتضحية فداء الوطن فى أسمى معانيها التى إستحقوا بها بأن يكونوا خير أجناد الأرض .

ولما كانت الحروب تتسم بالقوة التدمرية الهائلة كان من الطبيعى أن يترتب عليها طمس الهوية الشخصية لكثيرين من الشهداء الأبرار التى تحول دون التعرف على أهلية الشهداء ، وكأنهم ضحوا فى سبيل الوطن بأرواحهم مثل رفقائهم ثم زادوا على ذلك بالتضحية بهويتهم فى سبيل رفعة هوية وطنهم ، لكنهم دون شك يحملون الهوية الوطنية التى ضحوا فى سبيلها ، فكان حقاً على الوطن أن يخلد ذكرهم فشيد نصباً تذكارياً على شكل هرم رمز الخلود والبقاء عند المصرى القديم ، وحفروا على جدرانه أسماء أولئك الأبرار رمزاً لخلود ذكر بطولاتهم وتضحياتهم كما خلد المصرى القديم حروبه وبطولاته وإنتصاراته بحفرها على جدران المعابد .

وصار النصب التذكارى قبلة يقف أمامها فى خشوعٍ وإجلال الرؤساء والعظماء لينحنوا لهم وهم يضعون على قبرهم أكاليل الزهور .

فتحية لشهداءنا الأبرار فى يوم الشهيد وفى كل وقتٍ وحين ، تحية لأولئك الذين صنعوا المجد بأرواحهم الطاهرة ودماؤهم الزكية ، وتحية لأولئك المرابطون على ثغور الوطن يحفظوا أمنه وأمانه وإستقراره ليبقى وطناً حراً عزيزاً بين الأمم ولو بذلوا فى سبيل ذلك أرواحهم .

#بنت_الطيب

يوم الشهيد.. علامة مضيئة فى تاريخ مجيد


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة