الدكروري يكتب عن الأعمال في مواسم الفضل

الدكروري يكتب عن الأعمال في مواسم الفضل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الأعمال في مواسم الفضل

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي من كلام الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم الكثير والكثير وقد أخبرنا أن الأعمال تعرض على الله في كثير من مواسم الفضل، فأرى الله من نفسك خيرا، فليرك متخشعا ذاكرا منيبا أوابا متذكرا لخطيئتك باكيا على ما كان منك، تائبا مما أسلفت، وإن رفع اليدين في هذا الشهر وفي غيره، إنه شيء عظيم، ومن أوقات الإجابة رمضان، ومضاعفة الأعمال في الأزمان الفاضلة معروف محقق، ولذلك تجتهد النفوس فيه لأجل تحصيل هذه المضاعفة، وإن من الاستعداد أيضا هو التخلق بخلق الجود، الجود البذل، فإنه جود بالعبادات بالخير، أكان قراءة للقرآن، أم صلاة، أم ذكرا واستغفارا، أم جودا بالصدقات والمال، فإن الله أعطاك فابذل من عطيته فالمال عارية والعمر رحّال.

 

فالمال كالماء إن تحبس سواقيه يأسن وإن يجر يعذب منه سلسال، وكل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين العباد، والجود بالمال زكاة وصدقة ونفقات على الأهل واحتساب الأجر فيها إنه لشيء عظيم، وإن الجود بالنفس والجود بالراحة والجود بإتعاب النفس هذه في طاعة الله، وفي خدمة عباد الله، الجود بالوجاهة للشفاعة، والجود بالرفاهية والراحة لراحة الغير، فقال القائل متيم بالندى لو قال سائله هب لى كرى عينك لم ينم، فالجود بالعلم هب لي كرى عينك لم ينم، والجود بالدعوة، أين أنتم أيها الدعاة إلى الله؟ إن النفوس مقبلة، فماذا أعددتم؟ إن الناس في حال استيقاظ، فماذا جهزتم؟ إنك ترى أناسا مع عهدتهم في المساجد من قبل، فما هو الموقف منهم؟ وإذا كان هذا هو الحال عند النساء والرجال والكبار والصغار.

 

فإنه لا بد أن يكون لنا تواصل، تواصل الدعاة مع الناس، طلبة العلم مع الناس، هذا أوان يستفتى فيه مستفتون لم يكونوا قد استفتوا من قبل ربما، ويقبل فيه أشخاص على السؤال ما سألوا من قبل، بل إن الأسئلة لتكثر في رمضان، عن الصيام والمفطرات، وعن الزكاة، وعن أحكام كثيرة جدا في هذا الشهر، ولذلك فإن نصب طلبة العلم والعلماء أنفسهم، وإن الجود بالبذل والعطاء، إنه يؤجر عليه صاحبه أجرا مضاعفا، والناس اليوم بحاجة، هناك جهل كثير، وهناك إحساس بهذا الجهل، وهناك أناس تريد أن تتعلم، وهناك قضايا وحوادث تحتاج إلى فتاوى، وإن بعض الناس يعيبون أمورا والعيب فيهم، ولذلك فإنه لا بد من المصارحة والمكاشفة بالحقائق، وأن يسعى الإنسان في تعويض نقصه، إن هنالك جودا بسلامة الصدر.

 

وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق، وتنقية الصدر من الأحقاد، قضية الحقد وقضية المعاندات وقضية المصادمات الموجودة اليوم بين الناس، وما يحمل فلان على فلان، يحملون كثيرا على بعضهم البعض نتيجة خلافات مالية، ونتيجة خلافات بين الأقارب والأباعد وتنافسات فى العمل، وهذا الموظف يحفر لي في العمل، وهذا يشوه سمعتي عند مديرى، وهذا جارى يريد كذا، وهذا أكل حقي وهذا، الناس بينهم الآن مشكلات كثيرة، وكل واحد إذا سألته في الغالب أنت مقاطع أحدا؟ يقول لك نعم، فينبغي استعدادا لرمضان تنقية النفوس لأنك الآن تريد نفسا شفافة، وقلبا رقيقا للعبادة، فقلب مليء بالأحقاد ومقاطعات فلان وفلان، وأقارب قطعية رحم، فاتقوا الله، وبادروا بالخيرات ما دامت ممكنة لكم وميسرة لكم فإن الفرص لا تدوم وإن الحياة زائلة وإن العمل باقى على خيره أو وشره.

 

الدكروري يكتب عن الأعمال في مواسم الفضل

 1,086 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

قصه بطل من أبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان

قصه بطل من أبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان كتب إيهاب العباسى حوار جريدة المساء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: