حتى أنت يا بروتس!
بقلم / بليغ بدوي
حتى أنت يا بروتس!
في الحروب، لا تعد إصابة طرفي القتال بالضرر والخسائر من كليهما ‘خيانة’ بل يعتبر ذلك مكر و دهاء و تكتيك حربي : فالحرب خدعة. و لكن عندما يتآمر الصديق علي صديقة ليعرض حياته للخطر و تهديد كيانه و إلحاق الخسارة به فهذا يسمي بصحيح اللغة ‘ خيانة’ . ما اقسى طعناتhttps://masaaraby.com/wp-admin/post-new.php الأصدقاء أو من وثقت بهم ! و يذكر التاريخ وقائع و احداث خان فيها الصديق صديقه و تآمر عليه ، و بعد الخيانة لا تجدي دموع الإعتذار و الأسف ، فلن تستطيع كل كلمات الإعتذار بكل لغات العالم أن تمحو آثار طعنات الخيانة. فطعنة الصديق بالف طعنة نافذة من عدو بين.
تعد أبشع الطعنات وأقبح عمليات الاغتيال في التاريخ لحظة اغتيال القيصر يوليوس.. كانت لحظة عصيبة وصعبة حين خانه كل من وثق بهم يوما, واجتمعوا واتفقوا جميعا أن يقتلوه, و قاموا بطعنه بثلاثة عشر طعنة. نظر يوليوس قيصر لصديقه برواس و دماؤه تغطي ثيابه الممزقة من طعنات الآخرين متوسلا ان ينقذه، ولكن بروتس قد عزم علي الخيانة و تمزيق عقود الصداقه و المباديء و الاخلاق و فاجأه بطعنة الغدر لينهي حياته و لكن أبا القدر أن يموت يوليوس قيصر دون أن يترك للبشرية درسا و نصيحة أن نحذر من الصديق قبل العدو فقال:
“حتى أنت يا بروتس ! إذن فليمت قيصر”.
إن طعنة بروتس لم تنهي حياة القيصر لكونها طعنة نافذة في احشائه، و لكنها كانت طعنة في شرف الإنسانية و كرامة الإنسان . طعنة أنهت الجمال و أظهرت قبح الوحشية لبني الإنسان، مات قيصر حزنا علي حسن ظنه و ثقته التي لم يقدرها يوما بروتس. و لم تعد الحياة ذات جدوي عندما يخون الصديق.
حتى أنت يا بروتس!