الجريدة

الأديبة والشاعرة : سلوى بنموسى / المغرب

الجريدة

أهرول مسرعة إلى المكتبة ! أقتني جريدتي المفضلة
أتفحص عناوينها المكتوبة بالخط العريض
لعلي أعثر على ضالتي .
أقلب صفحاتها بجنون وتسرع !؟
لعلني أجد اسمي أو إسم صديقتي محفورا بقلم من ماس !
ولكن خيب أملي ؛ لا لأننا لا نكتب جيدا فحسب …..
بل لوجود كثرة الأقلام الذهبية .
أطبطب على روحي قائلة : لا تحزني ؛ فلنا غد لقاء
ربما لم يحن بعد وقت عظمتنا وطلتنا على السطح
فيا نفس اهدئي ؛ ويا سماء اسمعي ؛ ويا رب رجاء تقبلي
نداء وعون أمة تسعى لنيل رضاك والنجاح في الحياة .
فدون بركتك لا يتم تحقيق الهدف والمراد .
أبتسم وأترك كل شيء للظروف .
إذ لكل شيء زمانه ومكانه ووقته وناسه
آخد قلمي وأبحث عن الكلمات المتقاطعة
آه كم يستهويني حلها !؟
أعصر ذاكرتي ؛ وخيالي الخصب ؛ وكل معرفتي وعلمي
وأحاول أن أسرع في حلها !
الوقت مهم بالنسبة إلي
لأنني لست بطيئة في عملي
أسرع في التفكير وفي الحل وفي كتابة المطلوب
كم أفرح يا أنا إذا استطعت حل كل الألغاز والمعلومات
وإلا أستمر في تمعن الكلمات والدلالات .
تناديني أمي لطاولة العشاء
فأهرع ألثهم بشرارة كل ما يقدم لي
يا ربي كم شهيتي مفتوحة على أكل الكتب والطعام !
آخر شيء أفعله قبل نومي ؛ هو إلقاء آخر نظرة على جريدتي وعلى طلاسيم الكلمات المتقاطعة اللائي وقف الحمار في العقب عن حلهم !
أنام وأنا أحلم بغد أفضل وبمستقبل أنجع
وأستكين في نوم هادئ
بعد أن سلمت أمري وروحي لخالقي
وربثت على كتفي وجبرت كينونتي ؛ بالتي هي أحسن
ما ضاق أمر إلا وأفرجه الله العلي العظيم
أتصالح مع نفسي وأنعم بالسكون والسلام الداخلي
أعانق وسادتي وأنام في سبات عميق
أحلم .. وأحلم .. وأحلم ..
يارب يارب العالمين

الجريدة