الأرض والروح

هادي صابر عبيد

.الأرض والروح

رجالُ دينٍ وعُلماءَ عِلمكُم أقصرا
وعقولكُم مُظلمةٌ ولو ادعيتُم البصرا
.
البعضُ يدعي الأرض بساطاً لِناظرا
وليس لها نهاية وعلمُها أسرارا
.
والبعضُ يدعي الأرضُ كِتاباً مُسطرا
تقرأون القُراَن وعلى هواكُمُ تُفسِرا
.
ذكرَ الله الأرضُ للبشرِ بِساطاً لِناضِرا
ولكنها بيضويةُ بِساطاً لخلقهِ تعبُرا
.
وإن الأرضُ كِتاباً مفتوحاً قد ذُكِرا
المقصود إنها عند الله كِتاباً يُبصِرا
.
لا يخفى عليه شيءً حتى المُستترا
يعلمُ الأرض وما حولها وقعرا
.
الأرضُ كوكبٌ جُزُرٌ يحمِلُها بحرا
سبعُ طبقاةٍ وسبع فواصِلٍ يُسبِرا
.
سُبحان من للكون كواكِبَ عمرا
وجعل من الأرضِ للأرواحِ ثمرا
.
منها يحيون ومنها يأكُلون وبِها يُقبرا
لا يُدرِكُ خلق الله أحدا من البشرا
.
كُل الأديان أصلها كِذبةٌ لمن اعتبرا
وكُلُ فريقٍ خلف كِذبة أسلافهُم يتسترا
.
الإسلام يعبدون في مكة قِطعة حجرا
وكُلُ مذهبٍ يُقدسون إمامهُم يتفاخرا
.
وكم من طائِفةٌ بالإسلامِ يعبدون بشرا
يظنونهُ إلهٌ يوم القيامة مُخلصٌ ناصِرا
.
لا فرقَ بين الأديان وديانة عهدُ كِسرا
واَلهة الفراعنة ولنا بحجارتهُم مُزُرا
.
والمسيحيةُ يظنون المسيح حاظِرا
ومنهُ تخرجُ الأرواح ولهُم يُبصرا
.
يعبدون الصليب يُعلقونهُ استخارا
ويصنعون منهُ النفيس والحجرا
.
الله لم يُرى ولم تراهُ أعيُن بشرا
إنهُ روحٌ لكُل الأرواح حاظرا
.
كُلُ الأرواح لها روحٌ تُدبرا
خُلقت من هذه الروح البشرا
.
وكُل حيوانات الأرض والشجرا
من روح الله قد ولدت لمن يتفكرا
.
لا فرق بالأرواح عند الله فهو المُدبرا
والبشرميزهُم بالبصر والتبصُرا
.
لا يُفرِقُ الله بين عباده في المطرا
ولما البشر بالتفريق باتت مُبعثرا
.
الروح ليس النفسُ كما البعضُ فسرا
الروحُ تُحيي الجسدُ والنفسُ تُدبرا
.
الروح تعودُ لروح الخالقِ والجسدُ يُقبرا
والنفسُ أمارة بالسوء تُحاسبُ في الاّخِرا
.
الأرض والروح
.