للصبر حدود

للصبر حدود

اسامة صبحي ناشي

((( للصبر حدود )))

ربما تكون أخر من يتلقي مني إعتذار ….
فما أنت بشمس ولا أنا مجرد كوكب في مدار ….
وأني لا أذكر لك كثير من الفضل والجميل ….
بل أنك من سجنت المعروف ….
خلف سدود و قضبان وأسوار
كلفتيني عمر .. أعجز عن عد سنينة ….
في حالة ترقب .. توتر .. في حالة إنتظار …
جعلت مني معتوة .. يعدو خلف سراب ….
أو سفية في دنيا جحود وغدر وإنكار ….
طرقت كل أبواب الفراق بيننا ….
ولم تتركي لي أي فرصة للإختيار ….
لا أظن أنني يوما قبلت طواعية …
بل كل أحوالي معك .. محض قهر وإضطرار …

تغلقين النوافذ في وجه الفرحة والإبتهاج ….
وكأن الصراع لا المودة .. ما بين الأحبة والأزواج …
بيديك تنهين الحوار .. تضعين الغايات ….
تحديدين التوقيت .. تطفئين السراج ….
جعلت مني لظلمك معتقل سجين ….
أسير ينتظر مضي العمر .. كي ينال إفراج …
ونسيت أن للقلب حدود وطاقة ….
وأحيانا لا يقبل مزيد من التخزين والإدراج …
وصلت بحماقتك الي القمم …
والتكبر تسكنية صروح وأبراج ….

صنف من البشير نادر وفريد ….
يهوي الظن و الإفتراء والتفنيد ….
يحب الإتهام وتوزيع العيوب ….
ولا يمل بل يكرر و يعيد ….
يمتلأ بالنواقص والذلات ….
ويتسم بضيق الفكر الشديد …
بارع في صنع العدو لنفسة ….
بأساليب تقليدية بالية….
ومتألق في الإبتكار والتجديد ….
فقط يري ذاتة فقط محق ….
يفعل ما يري ما يحب ما يريد ….
لا يقيس بمقاييس العقل …..
بل الصحيح فقط هو ما يتقن ويجيد ….

لا أجد اليوم فيك خير او فائدة ….
فما العمر براجع ولا سنينة عائدة ….
والإنسان لا يتغير أبدا …..
فالجينات لدي فقط سائدة ….
وما أنا بالمدعي ولا الكاذب ….
وإن أنكرت تاريخ و تراث …
فعلي وعليك الأيام شاهدة …
أما الذكريات فقد نسيتها ….
وأودعتها العصور والعهود البائدة ….
فقد أذقتني كل أنواع العذاب ….
وقلتلي تفضل …..
الأصناف كثيرة .. تملأ المائدة ….

جعلتني أندم وأنا المحب المسامح …..
فعالمي بك تغير وتبدل …..
فصار بل شكل ولا معني ولا ملامح ….
وصرت رغم قوتي .. طفل …
بوجة إعصار .. او جواد جامح ….
لا يملك إلا الصراخ والبكاء …
فما هو بالقوي الفتي ….
كي يقاوم الهلاك ويكافح ….

لا أعاتبك او الومك .. فأنت لا تستحق ….
فلا قلب لديك يحن ويعطف ويرق …..
أما أنا فسأنسي لك أي عنوان لدي ….
ولن تجد مني لسان يخاطب ….
ولا عين تسهر .. ولا أذن تصغي …
ولا أصبع علي باب يدق ….

أزعم أنك في الخسائر تزداد …..
فالناس لا تقدر بأرقام وأعداد …..
ويكفي أنك أمضت عقود ….
هباء وعبس .. دون أي درس مستفاد …
تظن أنك من فاز وأحرز وأجاد ….
وأنك طراز فريد النوع والجودة …
مستحيل أن يكرر او يعاد …..
وأنا أقول .. كعادتك مخطيء ….
فلا تنسي أنني من قررت عنك الإبتعاد ….
ولا أجد نفسي من اليوم ….
ملتزم بدين لك مستحق السداد ….
وكأنك أعطيتني شرعية ….
لحذفك من كل حساباتي ….
وأرها حقي ….
حتي لو رأيتها أنت إنتهاك وفساد …
فهنيئ لك بعالم منفرد …..
والأن بيني وبينك أسفار وبلاد ….
وحتما لن نلتقي أبدا …..
ولتنعم وحدك ….
بتكبر وتصلط وتحجر وعناد ….
وتلك صورة كانت متوقعة لدينا …
ولا تحتاج فطنة ولا فراسة ولا إجتهاد …
فبطاقة فراقنا وقعت وختمت ….
مشفوعة بالأدلة والحيثيات والإسناد …

للصبر حدود

 575 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

لم يعد في كآبة المرآيا وجها للذنوب

لم يعد في كآبة المرآيا وجها للذنوب الشاعر محمد محمود  لم يعد في كآبة المرآيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: