صديقي الفراق
صديقي الفراق
اسامة صبحي ناشي
صديقي الفراق
سأتعامل مع الفراق هذه الكرة بإحترافية …
والله وحدة يعلم ما بالسريرة والنية ….
سلمت مفاتيح عقلي لبرنامج حاسوبي ….
يمحو كل ذكريات الماضي .. ويبدل كذلك الهوية …
وربما أخضعت جوارحي لكل التحاليل ….
كي أتأكد أنها كانت ذات طبيعة سوية ….
وسأقنع نفسي بأنني كنت قديما وحاضرا محق …
حتي ولو جائت كل التقارير بنتائج سلبية ….
سأحاول بقدر إمكاني محاربة الأفة والجائحة ….
فبعض الناس يقولون أن لدي عزيمة قوية ……
وأنني مازلت في نظرهم كائن عاقل متزن …..
ليس كما تدعين .. أني مفتون محتل فاقد الأهلية …
أري علاجي رغم التخبط والترنح والسقوط ….
مازال في الإمكان .. إن لم تسبق لي يد المنية ….
وإن كنت أعلم أنه … ليس للحديث بقية ….
فكلانا يري الأخر جلاد .. وهو الضحية …
يزعجني غيابك ويفقدني التوازن والإستقرار ….
وشعور مر يطاردي ويطالبني بإتخاذ قرار ….
أول مرة أشعر أنني عاجز عن التمييز والإختيار ….
غرفة التحكم بداخلي وقد تعطلت ……
فلا فائدة من إعادة التشغيل …..
او فصل الكهرباء من المصدر ….
او الضغط علي كل الأزرار ….
ربما أحتاج الي شيء أكبر ….
فعلا أنا كنبات طال علية الليل ….
وبفارغ الصبر ينتظر النهار ….
فعمري الذي قضيتة معك …..
ما كان إلا صورة بديعة تخدع من يراها ….
فالشوك لا يصيب ولا يؤلم ….
إن فقط نظرت لزهرة الصبار …..
والدمار لا يظهر ولا يبدو …..
علي بقعة طالتها يد إعادة الإعمار ….
والذاكرة تنسي والعالم يدور …..
والفراق يأت دون سابق إنذار ….
ولتذهب الي السوق في أخر الممر …
ستجد قلوب تباع بأقل الأسعار ….
لن أتحايل مجددا علي الواقع والموجود …..
وكفاني تسلق قمم وحواجز وسدود ….
فلقد سإمت وقوف علي باب …..
من لا يستحق .. أن يتكرم او يجود ….
وإن كان الحب والعشق نبل وشرف ….
فإن المرء لا يملك إلا كرامة ….
وللتحمل وللصبر معابر تغلق وحدود …
وإن كان لديك علي قسوتي أدلة …..
فلي علي كذب الإدعاء براهين وشهود ….
إفتحي حقيبة وضعي فيها كل الذكريات ….
كل قصائدي ومقالاتي وقصصي وكل الروايات ….
لا تترددين في إعدامهن او تشويههن …..
أفعلي بمنتهي القوة و الجرائة والثبات ….
ولتمسكين بسكين حاد مسنون ….
فهناك ما تبقي حي من الأمال والأمنيات ….
ولا تنسي أن تعلني فجوري لكل العالم ….
فهناك جهة مازالت لا تعلم من الاربع جهات …..
هوني علي وعلي نفسك.. فتلك كان متوقع ….
ولا تلومين نصيبا وقدرا.. ….
فنحن الذين نرتكب ونصنع ….
فكلانا زين لنفسة واقع طمعا وجشعا …..
وعقلة وفؤادة خدع وزيف وأقنع ….
أما السعادة بيدي الرحمن ….
يعطيها لعبد وعن عبد يمنع …..
ليتنا كنا أكثر عقل و حكمة ….
ولم نكن مثل من قضي عمرة …
لذرات دقيق في العواصف يجمع …..
ولقد أغمضنا أعيننا.. وصممنا آذاننا …..
فصرنا للحق والصواب والعدل …..
لا نهتم ولا نصغي ولا نسمع ….
التنبية الأخير قبل إقفال المزاد …..
واللغة هنا لغة مال فقد ودراهم …..
فلا مجال لذكر بطولات وأمجاد ….
لديك نقود فلتتفضل بالدخول ….
وأعدك أنك ستنسي كل الهموم ….
وستتحول حياتي الي بهجة وأعياد ….
وربما كانت الصورة واضحة …..
فلا تحتاج لتفسير او تأويل او إجتهاد …..
ولا تنسي أن العمر يمضي ويسرع ….
فإن لم تفهم الدرس اول مرة …..
فلن يتكرر شرحة لك ولن يعاد ….
ولتعلم أن نفسك هي من تعاديك …
هي من تحتاج لكفاح وصبر وجهاد ….
أغلق يا صحبي صفحات إمتلئت ….
بالرتابة والتكرار و الملل والإعتياد ….
وإن للكون لسنة وطريقة ….
ما باتت نار مستعرة .. إلا ..
وقد صارت مع النهار رماد ….
صديقي الفراق
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.