قصائد شعرية وأدب

رحلت دون ان تودع 

رحلت دون ان تودع 

رحلت دون ان تودع

هادي صبري عبيد

رحلت دون ان تودع

رحلتد هُدى دون أن تودعُ
حبيبٌ على رحى أطلالها يقبعُ
.
رحيلِها الأولُ في الصِبا كان فزعُ
ورحيلِها الثاني في الشيبِ فاجِعٌ
.
سجينةٌ النفسُ دون جُرمٍ توقِعُ
والقاضي هاجرَ فمن القيد يرفعُ
.
برحيلِها الأولُ جفت دمعُها المدامِعُ
ورحيلِها الثاني الدمعُ ألمَ المواجِعُ
.
سائت بي الظنونُ في رحيلِها المُتسرعُ
ملت الديارُ أم هربت من عشقي الموجِعُ
.
ثلاثونَ عاماً أناجيها وصمتُها مُقنعٌ
لا اعترفت لي بِحُبِها ولا برفضٍ مُقنِعُ
.
أحلمُ في لقائَها يوماً والحجابُ بيننا يُرفعُ
كيف للقائُها وقد هاجرت ولم ترجِعُ
.
حلت في بلاد الغربِ وفرنسا مربعٌ
وما وصل تلك البلاد عربياً ويرجِعُ
.
وما زلتُ أُفكر في لقائِها يوماً ترجِعُ
وما بتفكير العاشِقِ إلا جنونٌ يُخادِعُ
.
احترتُ بدُنياي الرحيلُ خلفها متابِعٌ
عُسر الحالِ وإذن الدخول للغربِ مانِعٌ
.
لم تُفكِر بأن لها عاشِقٌ في شِباكِها واقِعٌ
والرحيلُ لوريد القلب سيفٌ قاطِعُ
.
كيف تغمضُ العيونُ والقلبُ يهجعُ
والقلبُ خائِفٌ عليها من الضياعُ
.
الروحُ خفاقةً كالطير بين الأضلُعِ
تسري بالخيالِ عن حالها تستطلِعُ
.
ليتَ لي جنحانٌ تحملُني كطير البجعُ
أطيرُ إلى حيثُ رحلت وحولُها أهجعُ
.

.رحلت دون ان تودع


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة