تحرك على قدرك ليعطيك الله على قدره
تحرك على قدرك ليعطيك الله على قدره
خلق الله العظيم القادر الإنسان فى أبهى الصور وأعطاه ووهبه من روحه العلية .وخلق أيضاً سنناً وقوانين لا تتغير
لتكون الحياة مستقرة وتساعده على الحياة فى نظام بديع ومتناسق .من أهم القوانين أن احداً لن يساعدك إلا بعد أن تتحرك أنت .
دعنا نتأمل موقف السيدة العذراء مريم تلك الفتاه الطاهرة النقية , فى ذروة إختبارها , فتاة قديسة تحمل طفلاً وهى منهكة ضعيفة جائعة تطلب المدد من اللة فيكون الرد
(وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) الآية 25 سورة مريم ,
ومن يستطيع من الرجال الأشداء أن يفعل , فكيف بحال تلك الفتاة الضعيفة المرهقة ولكن الدرس الربانى فى تلك الآية
(عليك أن تتحرك على قدرك لأعطيك على قدرى)
فتساقطت الرطب على الفتاه التى بالكاد حاولت أن تبذل مجهوداً على قدرها .فطعمت وشربت وقرت عيناً .
وفى موضع آخر يخرج نبي الله موسي الكليم ومعه بنى إسرائيل ويتبعهم فرعون بجيشه الجرار حتى كان قريباً منهم حتى فزع القوم وقالوا لموسي ( إنا لمدركون)
ويثتغيث موسي الكليم بربه أن يخلصه من موقف قد لاتبدوا فيه نجاة ظاهرية. فيخبره الله أن يفعل شيئ لينقذه وينقذ بنى إسرائيل معه .
( فأوحينا إلى موسي أن أضرب بعصاك البحر فإنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) الآية (63) سورة الشعراء .
فى الواقع ما الذى تفعله العصى مع البحر ومع قوم منهكين من طول السير والخوف يتملكهم ولكن الله عز وجل يريد أن يؤكد الدرس المنهجى على لسان موسي النبي .
فقط أفعل ما فى قدرك لأعطيك على قدرى . فينشق البحر وينجو بنو إسرائيل ويغرق فرعون بقدرة الله القادر وليس بفعل العصا ولكن موسي النبي فعل ما فى وسعه .
خلاصة الدرس لنا نحن البشر .
ليس مطلوباً منك أن تكون ذا قدرة خارقة تغير كل ماتره فى حياتك من الأخطاء وتتخطى المواقف الصعبة
وإنما عليك أن تفعل ما فى وسعك وأترك القدرة لله فهو جل جلاله ينظر أفعالك فإن قصرت أفعالك وهى كل إستطاعتك كان المدد الربانى بجانبك ليتجاوز قدرتك إلى قدرته .
وعلى الجانب الآخر من يتقعاس عن العمل تحت وطـأة زريعة العجز الغير مبرر فلا تتوقع أن يساعدك أحد .
فأنت تصنع جزأً كبيراً من قدرك بإتباعك للأسباب على أن يكون النصر دائماً من عند الله .
تحرك على قدرك ليعطيك الله على قدره
بقلم/ أحمد الجرف
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.