اللقاء بين الخاطبين في الإسلام
اللقاء بين الخاطبين في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اللقاء بين الخاطبين في الإسلام
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الزواج وعن الخطوبة، وعن اللقاء من غير خلوة، وإن اللقاء بين الخاطبين مهم في معرفة كل منهما صاحبه عن قرب، فيسمع صوته ولغته وحضوره وغير ذلك مما يحدد ميول الإنسان أو رغبته في شريك حياته، ويحصل هذا إما بطريق رسمي في بيت أبيها بوجود محرم لها، أو بطريق غير رسمي كحال الزملاء في العمل أو الجامعة فيكوّن كل منها فكرة عن شريكه بطريق غير مباشر، ولا مانع من ذلك شرعا، وإنما المحرم هو الخلوة بينهما أو الخضوع بالقول أوالتطرق لما يخل بالآداب، واللقاء مهم في اتفاقهما، فهو معتبر لإتمام العقد، حيث يقول تعالي في سورة البقرة ” فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف”
والنهي عن العضل في الأية متوجه للأولياء وللأزواج السابقين، فلا يصح للزوج السابق أن يقف بطريق زواجها من غيره بسبب غيرته أو كيده بها، كما لا يصح لأوليائها منعها من الزواج ممن رضيت به إن لم يكن به ما يعيب، وفي الآية أرجع الله تعالى التراضي إلى الخاطبين وعبّر عنهما بالزوجين باعتبار ما سيكون ، والتراضي يحصل بما يراه كل منهما مناسبا في صاحبه، من حيث المظهر والمخبر وغير ذلك، وكل ذلك منضبط بقوله تعالى “بالمعروف” والمعروف ما عرف بالشرع أو بالطبع حسنه وما تصالح عليه أهل الزمان بما يوافق الشرع ولا يخالفه، إذ ليس للعادة المخالفة للشرع أي اعتبار، وأما معرفة الأفكار والثقافة والأخلاق، فأفضل ما يكون بسؤال أهل الثقة والخبرة.
فتعرف الفتاة بسؤال من يعرفونها عن قرب، كما تعرف بأمها وأخواتها غالبا، وكذلك الرجل فيُعرف بسؤال معارفه الثقات وجيرانه فهم أدرى الناس به، وقد يتعذر على الخاطبين معرفة ذلك بنفسيهما لما يتحلى به كل منهما من شمائل حسنة عند اللقاء، كما أن طول فترة الخطبة وما يتبعه من لقاءت متكررة بحجة التعارف قد يسيء إلى الخاطبين وإلى الفتاة خاصة، وخصوصا في مجتمعات لا يرغب الرجال في الزواج ممن كانت مخطوبة لشخص آخر وعرف ذلك عنهما، لذلك لا بد من مراعاة كل ذلك، وإن من الأخلاق السيئة التي ابتلي بها المجتمع هو حصول العنوسة في النساء كثيرا، أوزهُد بعض الشباب عن الزواج، فالعنوسة في النسوة أو زهد الشباب في الزواج مشكلة خطيرة واجب المسلمين علاجها بالطرق المشروعة.
لأن المجتمع المسلم وحدة متكاملة، لا بد أن يعين بعضه بعضا، والمؤمنون كما قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعض بعضا وشبك بين أصابعه” وقال “مثل المؤمن في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى من عضو تدعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” فالمشاكل الاجتماعية حلها بتوفيق من الله بتعاون الكل على قدر كل من استطاعته، فهذا هو السبيل لذلك، وإذا تأمل المسلم هذه العنوسة، وسمع تلك التقارير التي تعلن عن كثرة العنوسة مع غض النظر عن هذه التقارير هل هي صحيحة كاملة أو مبالغ فيها المهم أنها منذر شر وبلاء ومصيبة.
اللقاء بين الخاطبين في الإسلام
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.