أبو ثور عمرو بن الزبيدي
أبو ثور عمرو بن الزبيدي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أبو ثور عمرو بن الزبيدي
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن عمرو بن معد يكرب، وهو أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجى، وقد أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم لكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتد عمرو بن معد يكرب ثم رجع إلى الإسلام لذلك لا يعد صحابيا وإنما تابعى، وحسن إسلامه، وهو شاعر وفارس اشتهر بالشجاعة والفروسية حتى لُفب بفارس العرب، وكان له سيف اسمه الصمصامة، وقد شارك في معارك الفتح الإسلامي في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما، في الشام والعراق وشهد معركة اليرموك والقادسية، وكان اشد الناسِ قتالا فيها وقيل انه قتل رستم فرخزاد.
وكان عمرو بن معد الزبيدي طويل القامة وقوي البنية وحتى إن عمر بن الخطاب قال فيه الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو تعجبا من عظم خلقه، ومما يروى عن إسلامه، أنه قال لصديقه قيس بن مكشوح حينما بلغهما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى ننظر أمره، فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفي عليك، كان غير ذلك، علمنا، فرفض قيس ذلك، فذهب هو إلى المدينة، ونزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقيل إنه قدم المدينة في وفد من قومه زُبيد، فأسلموا جميعا، وقد ارتد بعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى الإسلام وحسن إسلامه.
وفي يوم اليرموك حارب في شجاعة واستبسال يبحث عن الشهادة، حتى انهزم الأعداء، وفروا أمام جند الله، وقبيل معركة القادسية طلب قائد الجيش سعد بن أبي وقاص مددا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستعين به على حرب الفرس، فأرسل أمير المؤمنين إلى سعد رجلين فقط، هما عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد، وقال في رسالته لسعد إني أمددتك بألفي رجل، وعندما بدأ القتال ألقى عمرو بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمينا ويسارا، فلما رآه المسلمون، هجموا خلفه يحصدون رؤوس الفرس حصدا، وأثناء القتال وقف عمرو وسط الجند يشجعهم على القتال قائلا يا معشر المهاجرين كونوا أسودا أشداء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس، فلما رآه أحد قواد الفرس يشجع أصحابه رماه بنبل.
فأصابت قوسه ولم تصبه، فهجم عليه عمرو فطعنه، ثم أخذه بين صفوف المسلمين، واحتز رأسه، وقال للمسلمين اصنعوا هكذا، وظل يقاتل حتى أتمَّ الله النصر للمسلمين، في معركة نهاوند، استعصى فتح نهاوند على المسلمين، فأرسل عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن قائد الجيش قائلا، استشر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب، وشاورهما في الحرب، ولا تولهما من الأمر شيء، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته، وقاتل عمرو في هذه المعركة أشد قتال حتى كثرت جراحه، وفتح الله على المسلمين نهاوند، وظفر عمرو في تلك المعركة بالشهادة.
أبو ثور عمرو بن الزبيدي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.