ماذا بعد
ماذا بعد
بقلم. السيد عفيفي جمال الدين
ماذا بعد
لابد أن نترك للقدر كافة الأمور المصيرية فإن كان مقدرًا لك شيء سيكون لك بلا معافرات وعناد فإذا ضاقت بكم سبل الأمل ونفذت كل الحيل فلا تقطع يقينك في الله. فما لم يكن مقدرا لك فلن يأتيك وان كان بين يديك والمقدر لك سيسعي إليك وإن بعدت المسافات وهكذا
تمضي بنا السنين ونجد أنفسنا أننا نعيش حياة لا شيء فيها ممّا تمنيناه ، حياتنا تتأرجح بينَ واقع فُرِضَ علينا وأحلام فرّت منّا ، بين ذكريات نحيا بها ومشاعر نحاول الهروب منها ، بينَ نصيبٌ مقدر ومكتوب لنا وقلوب تبحث بشدة عن الراحة والإستقرار وماتتمناه بعيدا عن المكتوب لها وعدم الرضا فتمضي حياتنا بينَ فُرص تضيع منّا وذاكرة تبكي على الأطلال .مؤسف أنها تمضي ولا نُدرِك أننا فقدنا الكثير مِنّا في محطات الحياة إلّا بعد فوات الأوان ، بعدَ وصولنا للمحطة الأخيرة حيثُ نجد أنفسنا وصلنا المكان الذي يصعُب الرجوع منه ولا نملُك القدرة على استعادة أي شيء أبداً فماذا قدمنا للقاء هل هناك من الأعمال مانطمئن به أننا سنعيش حياة افضل مما كنا عليه هل قدمنا مانذكر به من جميل وخيرات تكون لنا بها الدعوات هل تركنا مايقال رحم الله فلان فإنه كان وكان يفعل من الخيرات أم نترك أن يقال لعن الله فلان فإنه كان وكالمسافات من السيئات فلن تذكر إلا الأعمال بعد الممات فإن ترك خيرا اطمئن به الأعمال هى التى تخلد الاسماء بعد الفناء فعلينا ان نترك الجميل الذى تذكر به اسمائنا بعد الرحيل ولا تذكرالاسماء بقبيح قدمت وقال تعالى وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾
فهذا هو الجزاء بعد الرحيل وعدم القدرة على الرجوع مرة أخرى لعلك تعمل صالحا انتهى تحياتى لكم
ماذا بعد
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.