لماذا المشاحنة
لماذا المشاحنة
بقلم. السيد عفيفي جمال الدين
لماذا المشاحنة
لما المشاحنة والكراهية والحقد والغل الذى أصاب المجتمع فى الآونة الأخيرة فقد زادت المشاكل والمعارك بين الجيران والأهل والخلان والازواج والاخوات لماذا كل هذا مع العلم
أننا نعيش في هذه الدنيا إلى أجَلٍ معدود، وإن الدنيا بأكملها بزينتها وزُخرفها، لا تساوي عند الله جَناح بعوضة، وهي أيضًا مطبوعة على النقص، فلا تمام لشيء فيها أبدًا، فلا سعادة تدوم لصاحبها، ولا غنى يدوم لصاحبه، ومهما ذاق العبد فيها حلاوة، فإنها زائلة من بين يديه، أو هو سيزول عنها، إلا حلاوة الطاعة والإيمان؛ فهي الباقية إلى يوم الدين، وهي التي تنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليم.
ونحن لو نعلم ذلك يقينًا، لَما تسارعنا وتسابقنا في جمعها، بل وتفاخرنا وتحاقَدنا وتحاسدنا؛
هل من عاقلٍ يجعل همَّه أن يجمع الهشيم في يديه والرياح على أشدها، فلا الهشيم له قيمة ولا هو سيبقى له فلابد من السكون للحظة، لنتذكَّر ما هو أهم، إنها الدنيا التى ستزول فلا يبقى أثر، كلاَّ، بل إنها الى فناء
فكل ما نتفانى في الحرص عليه والاستزادة منه من متاعها الوضيع، سنُسأل عنه كله، أفلا يَجدر بنا أن نَحمل همَّ هذه اللحظة أفلا يَحِق أن نُخفف ما استطعنا من هذه الأحمال، أن نُخفف على أنفسنا طول الحساب وشِدَّته، أن نُنقيَ بالنا المشغول بها والملهوف عليها، ونَملأَه بما يُقربنا للجنةفالجديرٌ بنا أن نعْتنَى بالعمل الذي يبقى، أمَّا الذي يزول فلا قيمةَ له، والمال إذا صرفه في الخير فهو من العمل، المال والجاه ونحو ذلك إذا صرفه في طاعة الله نفعه، وصار من العمل، فينبغي للمؤمن أن يُعْنَى بالعمل، وأن يحرص على العمل للكسب الحلال فالمال الحلال ينشأ اولاد حلال وتربية صالحة لانهم تم اطعامهم من حلال فإنَّ هذا هو الذي ينفعه في الآخرة، أمَّا جاهه وماله إذا لم يتقرب به إلى الله ولم يصرفه في وجوه الخير؛ فإنه لا ينفعه، ولكن لابد ان يعلم الإنسان أن
مهما بلغت في الدنيا فأيامك معدودة، فالأمس عشناه ولن يعود، واليوم نعيشه ولن يدوم، والغد لا ندري أين سنكون، فصافح، وسامح، ولا تكره ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ودع الخلق للخالق، فأنا وأنت وهم ونحن راحلون.
فلما المشاحنات
تحياتي لكم
لماذا المشاحنة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.