مقالات ووجهات نظر

صناعة اسمها “التفاهه”

صناعة اسمها التفاهه

صناعة اسمها ” التفاهه”

بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى

اذا كانت العبقرية موهبة ربانية لا يصنعها احد ولكنها تظهر وتتطور بفضل التعلم والممارسة والقراءة فعلى العكس تماما فان التفاهه صناعة خالصة تتطور من تلقاء نفسها حين تجد من لا يقرا ولا يتعلم ولا يمارس اى نشاط بناء..
ولا عجب ابدا ان تجد اعمال دراميه مبتذلة تافهه سخيفة تحقق ايرادات خيالية
او تجد برامج تليفزيونية ماسخة لا قيمة ولا مادة ولا معلومة تحقق مشاهدات
عاليه
او ترصد نجاح لاصدارات كتب تتبرأ منها حرفة الكتابة ذاتها فلا هى شعر ولا هى رواية ولا تصلح حتى نص نثرى ذو معنى ومغزى ورغم ذلك تجد منها طبعة واثنين وعشرة
ولا تتعجب ان اجابك اصحاب هذه المنتجات الرخيصة الناجحة ( ان الجمهور عايز كده).. لان هذا الجمهور هو صناعة هؤلاء وهم من اوجدوه وصنعوه وماضون فى تطويره ايضا.
ولان اصحاب الرسالات يعانون جهدا ووقت وفكر ومالا فى اعداد رسالاتهم وغالبا ما يحصدون فى اخر الامر قيم واخلاق وليس مال وثراء
ولان القائمون على المادة القيمة فى كل وسائل التعلم لابد وان يدرسوا ويبحثوا ليقدموا الصحيح والجديد دوما وهذا امر ليس سهلا ابدا فضلا عن ان مردوده فكرى وحضارى وليس مادى وبنكنوتى فلا عجب ان يكونوا قله قليلة فى عصر المادة
ولان من يخاطب العقل يساهم فى صناعة حضارة وثراء مجتمعى ومن يسطح الفكر ويغازل الغرائز يجنى مال وثراء وشهرة شخصية حدث ماحدث
وما حدث انه حين اٌسُِتثمر رأس المال الغير مسئول فى الاعلام والصحافة والسينما ودور النشر افرز هذه النمازج وصنع هذا التسطيح العقلى ليحصد بتفاهته مالا ويتكسب من ابتزاله ثراء
فلا تصدقوا الايرادات ولا تسلموا بأن هذه اختيارات الجماهير.. هذه اختيارات التفاهه التى زرعتوها فى وجدان الجماهير لتحصدوا الثراء.. لكن العباقرة قادمون.. والغد القريب ليس بعيد وكل صناعة تصبح بعد فترة موضة قديمة.. والموضة القادمة للعلم والعلم فقط ،، وسيقاوم العربى بقاءه وسقوطه بأن يعود الى حضارته فهى السبيل الى النجاه وهى السبيل الى هدم صناعتكم وافلاس بضاعتكم.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة