نداء الروح

نداء الروح

بقلم د / سلوى بنموسى
المغرب

خاضت فدوة عدة تجارب ومشاكل وارهاقات وويلات وأحزان
جعلوا صحتها قي تدني وبصرها في تراجع ؛ وعقلها بين مد وجزر وأحاسيسها متضاربة كالموج الهاديء أو القوي لطماته ؛ تجعلها تحس بالألم والغبن أوبقلة الحظ العاثر
طالما تساءلت لم هي بالذات ؟
تجيبها روحها النقية إنه ابتلاء من رب العالمين .في سجودها وركعاتها وخلوتها ووسط دموعها وتمتماتها وأدعيتها تترجاه سبحانه وتعالى ؛ أن يعدل قدرها قليلا قليلا ..
ثم سرعان ما تستغفر عز علاه إذ إنها مؤمنة بالقدر خيره وشره
تلبس لباس الصبر والتقوى
وتذنو من حياتها رويدا رويدا
فتارة تسعد وتارة تشقى
تجيبها روحها الطيبة : لا عليك سيدتي لا عليك …
ستنتصرين حتما
وسيعود كل ما مررت به عبارة عن ذكريات ليس إلا …
فخذي ما يحلو لك منها والآخر اطرحيه أرضا
وابتعدي عن الهم والغم وغني للحياة الجميلة
<< كن جميلا ترى الوجود جميلا >>
تتفوه وتعرض وتزبذ قائلة : وأنا لها فعل كل هذا وهي أضحت لا حول لها ولا قوة إذ خارت صحتها
وتملكها خوف شديد من المجهول
دوما متأهبة لكل ضربات الحياة المتتالية
الروح تناديها : أنت يا صاحبتي مؤمنة وقنوعة ومطيع وصابرة…
فلتهدئي وأقري عينا بالموجود وارضي بالقليل يباركه لك رب العالمين بالكثير
لن تندمي على شيء غاليتي فكل شيء محسوب ومعد بمكيال
ومجزى به في الدنيا والآخرة .
فما عليك سوى مواصلة عملك بحسن النية وبالتقوى وبالعمل الدؤوب وبالعزيمة والتجلد
أجبت الروح : أجل ستبحرين معي
يا منية النفس والقلب
ومعا سنبحر في دنيا العجائب
فتارة ننجو وتارة نسقط
وسيكون سلاحنا التعلم من أخطاء الماضي ؛ والسير قدما بملكة البصيرة و التحكم في أمور حيثيات حياتنا باستعمال العقل والمنطق والروية والتأني والكفاح
شكرنا الحي القيوم
وسرنا في نهجنا مجراها ومرساها
والحمد لله رب العالمين
دوما وأبدا على كل حال

نداء الروح
د.سلوى بنموسى
المغرب