مناداة
مناداة
قال لي القلم !! أكتبي ابدعي ؛ واكبي تطورات عصرك
التحمي كالبنيان المرصود !؟ نقبي عن الدرر.
ابحثي عن السبل والغايات
تحركي يا إمرأة !!
أجبته : وأنا لمسكينة متلي أن تدلو بدلوها ؟
ألا ترى الفضاء المعرفي قد اكتمل
واكتمل معه البدر ضياء ورونقا !؟
أردف : بلى بلى ولكن لا تستهيني بقدراتك الفكرية
والنفسية والثقافية .
خجلانة يا أنا رددت عليه : لا تعظمونني رجاء لكي لا أصبح مختالة ومتكبرة كالطاووس
ضحك بملأي شدقيه قائلا : دوما متواضعة سيدتي النقية .
كفاك تقليلا من قيمتك .انطلقي وتوكلي على المولى القدير
حفزني صاحبي ؛ فأخذته بين أناملي ؛ ألفه يمينا وشمالا
أجره جرا ما اشتكى ولا بكى ..
أطربه عذب الكلمات وأتغنى معه بأروع الألحان .
تركني أفعل ما أشاء !
بل شجعني أكثر بضحكته الماكرة
فذنوت أسأله عن حال البلاد والعباد
عن الآفات والشرور
عن الوباء والابتلاء
عن وساوس الشيطان ؛ وعن النفس الأمارة بالسوء
بقي طوع بناني صامدا مطواعا
ذهلت من أمره ومن صمته العجيب
وكأن القطة قد أكلت رصاصه !!
قلت له : ويحك ألا تشاطرني الكلمات والمعاني والرأي السديد والعرفان بالجميل
قال لي : سيدتي لقد أصابك مس من الجنون
تكتبين كل شيء وتنسين مسألة مهمة
أجبته : ايتيني بها إذا ..
قال : سمعا وطاعة يا ست الستات .
لقد نسيت أمر ملكوت الله العظيم
إذ إذا أراد شيئا يقول له : كن فيكن
فما قولك بالإدعان للمولى الحكيم
في كل صغيرة وكبيرة
في حب البقاء والعطاء
في القناعة والصبر
في التفائل والمناجاة
في البر والتقوى
في الصلوات والصدقات
في الأدعية والارتسامات
في القبول بالقدر خيره وشره .
فتحت فاهي بدهشة أجبته : حيلك حيلك عني
ابتعد ابتعد فأنت تتير حماقاتي وصبيانيتي
أردف : لا لا أنت تذاكين دوما معي !
أعرفك ..أعرفك ..
وضحك إبن الجنة معي ههههههه
عانقته وأنا ممنونة له ؛ إذ فتح مقلي على حقائق تابتة
ربانية صرفة ؛ وعن المبادئ الإسلامية السمحاء
وعن الاعتزاز بالروح وبالكينونة وبالهوية ؛ وبشرف الإنتماء
وعليه أيها الحضور الكريم ؛ وجب ان نستبشروا
خيرا خيرا بمولانا العظيم ؛ ربي ورب العالمين أجمعين وبواقعنا
ونعلم علم اليقين ؛ بأن لنا إله كريم
سيجود علينا ولو بعد حين ..
إن أخلصنا الدعاء والنية الحسنة
وأنه سيزيل عنا همنا وغمنا وكدرنا
وعللنا وانكساراتنا ..
وبأن غدا ستشرق شمس جديدة ؛ ويوم فجر جديد وجميل
لذا لزما علينا أن نتفائل ؛ وأن نستبشر بالله عز علاه
بشرى تنير قلوبنا وعقولنا وتذخل الطمأنينة والسعادة على أرواحنا ؛ وستملأ حتما رؤوسنا ؛ مواهب ومواقف ومواعظ ودروس وحكم
لن نخرج من مطباتنا والله ؛ ونحن خاليوا الوفاض
بل سنغتني بالتجارب والارشادات.وبالتالي سيكون هناك تطور المبدأ والثروات الفكرية المتنوعة والمتشعبة . وكل هاته الأشياء والمزايا ستصب حتما في قاموس الإبداع والرقي والسؤدد
وسنترفع بها عن أنفسنا إلى حقل وفضاء النماء والطوباوية
والله المستعان !!
مناداة
د.سلوى بنموسى
المغرب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.