مقالات ووجهات نظر

أبرز المؤرخين المسلمين

أبرز المؤرخين المسلمين

أبرز المؤرخين المسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

أبرز المؤرخين المسلمين

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين وكان من بينهم الإمام إبن الأثير وهو عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الموصلي وقيل أنه قد توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل، ومصاحبته صلاح الدين في غزواته، وهو ما يسر له وصف المعارك كما شاهدها، ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل، ثم عكف على تلك المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت في أربعة مؤلفات.

فجعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري وهذه المؤلفات هي الكامل في التاريخ، وهو في التاريخ العام، والتاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، وهو في تاريخ الدول، ويقصد بالدولة الأتابكية، وأسد الغابة في معرفة الصحابة، وهو في تراجم الصحابة، واللباب في تهذيب الأنساب، وهو في الأنساب، وبذلك يكون ابن الأثير قد كتب في أربعة أنواع من الكتابة التاريخية، وكتابه الكامل في التاريخ وهو تاريخ عام في اثني عشر مجلدا، منذ الخليقة وابتداء أول الزمان حتى عصره، حيث انتهى عند آخر سنة ستمائة وثماني وعشرون للهجرة، أي إنه يعالج تاريخ العالم القديم حتى ظهور الإسلام، وتاريخ العالم الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى عصره، والتزم في كتابه بالمنهج الحولي في تسجيل الأحداث.

فهو يسجل أحداث كل سنة على حدة، وأقام توازنا بين أخبار المشرق والمغرب وما بينهما على مدى سبعة قرون وربع قرن، وهو ما أعطى كتابه طابع التاريخ العام أكثر أي تاريخ عام لغيره، وفي الوقت نفسه لم يهمل الحوادث المحلية في كل إقليم، وأخبار الظواهر الجوية والأرضية من غلاء ورخص، وقحط وأوبئة وزلازل، ولم يكن ابن الأثير في كتابه ناقل أخبار أو مسجل أحداث فحسب، وإنما كان محللا ممتازا وناقدا بصيرا حيث حرص على تعليل بعض الظواهر التاريخية ونقد أصحاب مصادره، وناقش كثيرا من أخبارهم، وتجد لديه النقد السياسي والحربي والأخلاقي والعملي يأتي عفوا بين ثنايا الكتاب، وهو ما جعل شخصيته التاريخية واضحة تماما في كتابة على الدوام.

وتعود أهمية الكتاب إلى أنه استكمل ما توقف عنده تاريخ الطبري في سنة ثلاثة مائة واثنين للهجرة وهي السنة التي انتهى بها كتابه، فبعد الطبري لم يظهر كتاب يغطي أخبار حقبة تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، كما أن الكتاب تضمن أخبار الحروب الصليبية مجموعة متصلة منذ دخولهم في سنة ربعمائة واحد وتسعين للهجرة حتى سنة ستمائة وثماني وعشرين للهجرة، كما تضمن أخبار الزحف التتري على المشرق الإسلامي منذ بدايته في سنة ستمائة وستة عشر للهجرة، وقد كتب ابن الأثير تاريخه بأسلوب نثري مرسل لا تكلف فيه، مبتعدا عن الزخارف اللفظية والألفاظ الغريبة، معتنيا بإيراد المادة الخبرية بعبارات موجزة واضحة، وهو كتاب جمع فيه الذهبي كل الحوادث التي حصلت في تلك الفترة،

أبرز المؤرخين المسلمين


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة